للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجاءته امرأة، فقالت: ادعُ الله لنخلِنا ولمائنا؛ فإن محمدًا دعا للقوم، فجاشت آبارهم، قال: كيف صنع؟ قالت: دعا بإناء فيه ماء، فتمضمض، ومجه فيه، فأفرغوه في تلك الآبار، فعمت، ففعل هو كذلك، فغارت تلك المياه.

وقال له رجل: بارك على ولدي؛ فإن محمدًا يبارك على أولاد أصحابه، فلم يؤتَ بصبيٍّ مسح على رأسه، وحنّكه، إلا قرع ولثغ.

وتوضأ في حائط، وصب ماء وضوئه فيه، فلم ينبت.

وكانوا إذا سمعوا سجعه، قالوا: نشهد أنك نبي.

ثم وضع عنهم الصلاة، وأحلَّ لهم الخمر والزنا، ونحو ذلك، فتبعه بنو حنيفة إلا القليل.

وكتب مسيلمة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من مسيلمةَ رسولِ الله إلى محمد رسولِ الله، أما بعد: فإن لنا نصفَ الأرض، ولقريشٍ نصف الأرض، ولكن قريشًا قوم يعتدون.

وبعث الكتاب مع رجلين: عبد الله بن النوَّاحة، وحِجْر بن عُمير، فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتشهدا أني رسولُ الله؟ "، قالا: نعم، قال: "أتشْهَدا أنَّ مسيلمةَ رسولُ الله؟ "، قالا: نعم، إنه قد أُشْرِكَ معك، قال: "لولا أنَّ الرسولَ لا يُقتل، لَضربْتُ أعناقَكُما" (١).

ثم كتب إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من محمدٍ رسولِ الله إلى مسيلمةَ


(١) رواه أبو داود (٢٧٦١)، عن نعيم بن مسعود الأشجعي.