الكذَّاب، أَمَّا بعدُ: فإِنَّ الأرضَ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ من عبادِه، والعاقبةُ للمتَّقين" (١)، وقد أهلكتَ اليمامةَ - أبادَكَ اللهُ ومن ضربَ معكَ -.
وقُتِل مسيلمةُ الكذابُ في أيام أبي بكر - رضي الله عنه -، وكان أبو بكر قد أرسل لقتاله جيشًا، وقدّم عليهم خالدَ بنَ الوليد، فقتله وَحْشِيٌّ بالحربة التي قتلَ بها حمزةَ عمَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وشاركَه في قتله رجل من الأنصار.
وكان مقام مسيلمةَ باليمامة.
وقُتِل من المسلمين جماعة من القراء من المهاجرين والأنصار.
ولما رأى أبو بكر - رضي الله عنه - كثرةَ من قُتِل، أمرَ بجمع القرآن من أفواه الرجال، وجريد النخل، والجلود، وترك ذلك المكتوبَ عندَ حفصةَ بنتِ عمر زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ولما تولى عثمان - رضي الله عنه -، ورأى اختلافَ الناس في القرآن، كتب من ذلك المكتوب الذي كان عند حفصة نسخًا، وأرسلها إلى الأمصار، وأبطل ما سواها - والله أعلم -.
* ذِكرُ سَجاحِ بنتِ الحارثِ بن سويدٍ التميميةِ: كانت قد تنبأت في الرِّدَّة بعد موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجزيرة في بني تغلب، فاستجاب لها هذيل، وجماعة، واتبعها بنو تميم، وأخوالها من تغلب، وغيرهم من بني ربيعة، فقصدت قتال أبي بكر - رضي الله عنه -، فراسلت مالك بن نُوَيرة،