للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودعته إلى الموادعة، فأجابها، ومنعها من قصد أبي بكر، وحملَها على أحياء من بني تميم، فأجابت، وقالت: أعدوا الركاب، واستعدوا للنهاب، ثم أغيروا على الرباب، فليس دونهم حجاب، فذهبوا، فكانت بينهم مقتلة، ثم ذهبت إلى اليمامة، فهابها مسيلمة، وخاف أن يتشاغل بحربها، فيغلبه ثُمامةُ بنُ أثال عاملُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأهدى لها هدية، واستأمنها، وقال لأصحابه: اضربوا لها قبة، وخمروها بالطيب، لعلها تذكر الباه، ففعلوا، فلما أتته، قالت له: اعرضْ لي ما عندك، فقال: إني أريد أن أخلو معك حتى نتدارسَ، فلما خلت معه، قالت له: اقرأْ عليَّ ما يأتيك به جبريل، فقال: ألم تر إلى ربك كيف فعل بالحبلى، أخرج منها نسمة تسعى، من بين صفاق وحَشَا، فقالت: وما أنزل عليك أيضًا؟ قال: ألم تر أن الله خلق النساء أفراجًا، وجعل الرجال لهن أزواجًا، فنولج لهن إيلاجًا، ثم نخرج ما شئنا إخراجا، فينتجن لنا إنتاجًا.

قالت: صدقت، إنك نبي، فقال لها: هل لك أن أتزوجك، فيقال: نبي تزوج نبية، فقالت: نعم، فقال لها:

أَلاَ قُومِي إِلَى النَّيْكِ ... فَقَدْ هُيِّي لَكِ المَضْجَعْ

فَإِنْ شِئْتِ فَفِي البَيْتِ ... وَإِنْ شِئْتِ فَفِي المَخْدع

فَإِنْ شِئْتِ فَمُلْقاةً ... وَإِنْ شِئْتِ عَلَى أَرْبَعْ

وإنْ شِئْتِ بِثُلْثَيْهِ ... وَإِنْ شِئْتِ بِهِ أَجْمَعْ