للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان له قرد يسمَّى: أبا (١) القيس، وكان يُحضِرُه مجلسَ منادمته، ويطرح له مُتَّكأً، وكان إذا رآه، قال: شيخ من بني إسرائيل، مسخه الله قردًا، وربما وثب القرد، فقعد على عاتقه، وربما غبَّ معه في كأسه.

وربما اجتمع الناس لركوب يزيد، فيقول: قد بدا لي في الركوب، ولكن يركب أبو قيس، فيركب القرد، ويمر على أهل الشام، فيومئ لهم بالسلام، كما يفعل يزيد.

ويزيدٌ أولُ من جمع الشراب والغناء، وكان يُنْبَذُ له من عسل الطائف، وزبيبِها، ويفتق له بالمسك، وكان يلعب بالكلاب، ويلبس المصبَّغات، ويتجاهر بشرب الخمر.

وروي: أن أباه أنكر عليه شربَ الخمر، فأنشد:

أَمِنْ شَرْبَةٍ مِنْ مَاءِ كَرْمٍ شَرِبْتُهَا ... غَضِبْتَ عَلَيَّ الآن طَابَ لِيَ السُّكْرُ

سَأَشْرَبُ فَاغْضَبْ لاَ رَضِيتَ كِلاَهُمَا ... حَبِيبٌ إِلَى قَلْبِي عُقُوقُكَ وَالخَمْرُ

ولما مات القرد، كفَّنه ودفنه، وأمر أهل الشام، فدخلوا عليه وعزَّوه فيه.

وذُكِر في قُبح سيرة يزيد وذمِّها، ما اتفق في أيامه من قتل الحسين


(١) في الأصل: "أبو".