ابن علي - رضي الله عنهما -، وقَتْلِ من صَحِبَهُ مِنْ أهلِهِ، وسَبْيِ حَرِيمِهِ، وحَمْلِ رَأْسِهِ الكريمةِ على العُود، والطوافِ بها، ووضعِها بين يديه.
وسببُ قتل الحسين - رضي الله عنه -: أنه لما مات معاوية - رضي الله عنه -، أرسل أهلُ الكوفة إلى الحسين - رضي الله عنه -: إنّا قد حَبَسْنا أنفسَنا على بيعتك، ونحن نموتُ دونَك، ولسنا نحضُر جمعةً ولا جماعةً بسببك.
وطولب الحسين بالبيعة ليزيد بالمدينة، فسام التأخر، وخرج يتمادى بين مواليه، ولحق بمكة، وأرسل بابن عمه مسلمِ بنِ عقيل، وقال: سر إلى أهل الكوفة، فإن كان حقًا ما كتبوا به، فأرسل عَرِّفني حتى ألحقَ بك.
فخرج مسلم من مكة في النصف من شهر رمضان، حتى قدم المدينة، فودع القبر الشريف، وقدم الكوفة لخمس خلون من شوال، فلما شاع قدومه، بايعه من أهل الكوفة اثنا عشر ألفًا، وقيل: ثمانية عشر ألف رجل، فكتب مسلم بن عقيل بالخبر إلى الحسين، وسأله القدوم، فلما هم الحسين بالخروج إلى العراق، أتاه ابن عباس، ونصحه، وأمره بعدم الخروج، فلم يقبل.
واتصل الخبر بيزيد بن معاوية، فكتب إلى عبيد الله بن زياد بولاية الكوفة، فخرج ابن زياد من البصرة مسرعًا، حتى قدم الكوفة، فدخلها في أهله وحشمه، وظفر بمسلم، فضرب عنقه، وأمر بجثته، فصُلبت؛ وحُملت رأسه إلى دمشق، وهو أول قتيل صُلبت جثته من بني هاشم، وأولُ رأس حُمل من رؤوسهم إلى دمشق.