فكتب المختار إلى محمد بن الحنفية في ذلك، فاستشار ابنَ عباس، فقال: لا تفعل، فأطاعه.
واشتد أمرُ المختار بالكوفة، واتبع قتلَةَ الحسين، فقتلهم، وقتل شِمْرَ بنَ ذي جَوْشَن الذي تولى قتلَ الحسين، ثم قتل عمرَ بنَ سعدِ بنِ أبي وقاص صاحبَ الجيش الذين (١) قتلوا الحسين، وهو الذي أمر أن يُداس صدرُ الحسين وظهرُه بالخيل، ثم أرسل الجنود لقتال عبيد الله بن زياد، وكان قد استولى على الموصل، وقدم على الجيش إبراهيم بن الأشتر النخعي، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، وهُزمت أصحاب ابن زياد، وقُتل عبيد الله بن زياد، قتله إبراهيم بن الأشتر في المعركة، وأخذ رأسه، وأحرق جثته، وانتقم الله للحسين بالمختار، وإنْ لم تكن نيةُ المختار جميلة، فمال أهل الكوفة إلى المختار، وأحبوه.
وشرع ابن الزبير في بناء الكعبة - شرفها الله -، وكان ذلك في سنة أربع وستين، وكانت حيطانها قد مالت من ضرب المنجنيق، فهدمها، وحفر أساسها، وشهد عنده سبعون من شيوخ قريش: أن قريشًا حين بنت الكعبة، عجزت نفقتهم، فنقصوا من سعة البيت سبعةَ أذرع من أساس إبراهيم الخليل - عليه السلام - الذي أسّسه هو وإسماعيل - عليهما السلام -، فبناه عبد الله بن الزبير، وزاد فيه السبعة أذرع، وأدخل الحِجْر فيها، وأعادها على ما كانت عليه أولًا، وجعل لها بابين: بابًا يُدخل منه،