للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيما ظننته بنا، ولكق تعلق بالنفس هوى الغلام المذكور، فاشتريتُه بما تعلم، فطالبتني نفسي برؤيته في كل أسبوع مرة، ففعلت، ثم في كل يوم مرة، ففعلت، ثم طلبت النومَ معه، والدنو منه، لذا أمرتُك بذلك، فلما دخل عليَّ الليل، وأنت وإياه على باب المكان، كشفتُ رأسي، وفتحت يدي، وقلت:

إلهي وسيدي! عبدُك محمودٌ المجاهدُ في سبيلك، الذابُّ عن دينِ نبيك، الذي انقضى عمره في الجهاد، وبناء المساجد والمدارس والرُّبُط طلباً لمرضاتك، يختم أعمالَه بذلك؟ ! وبكيت، فإذا بهاتف يقول في: قد كفيناك ذاك يا محمود، فعلمت أن الغلام قد نزل به أمرٌ، وأما أنت، فجزاك الله عني كلَّ خير على قصدك الجميل بي.

ورأيت في "تاريخ المدينة الشريفة" للشيخ الإمام الحافظ صدرِ العلماء أقضى القضاة جمالِ الدين أبي عبدِ الله محمدٍ الخزرجيِّ السعديِّ العبادي المدني، عرف بالمطري - تغمده الله برحمته - ما نصُّه:

ونقل قاضي القضاة شمسُ الدين بنُ خلكان: أن هذا السور القديم بناه عضد الدولة ابن بُويه بعد الستين وثلاث مئة من الهجرة في خلافة الإمام الطائع لله بن المطيع، ثم تهدم على طول الزمان، وخرب لخراب المدينة، ولم يبق إلا آثاره ورسمه، حتى جدد لها الوزير جمالُ الدين محمدُ بن علي بن أبي منصور الأصبهانيُّ سوراً محكماً حول مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رأس الأربعين وخمس مئة من الهجرة، ثم كثر الناس من خارج السور، ووصل السلطانُ الملكُ العادل نورُ الدين محمود بن