للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تحت الأرض من تحت حائط المسجد القبلي، وهما قاصدان إلى جهة الحجرة الشريفة، ويجعلان التراب في بئر عندهما في البيت الذي هما فيه.

هكذا حدثني عمَّن حدثه، فضرب أعناقهما عند الشباك الذي في شرقي حجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - خارج المسجد، ثم أُحرقا بالنار آخر النهار، وركبَ متوجِّهاً نحو الشام، فصاح به من كان نازلاً خارج السور، واستغاثوا، وطلبوا أن يَبني عليهم سوراً يحفظ أبناءَهم وماشيتهم، فأمر ببناء هذا السور الموجود اليوم، وذلك في سنة ثمان وخمسين، وكتب اسمه على باب البقيع، فهو باق إلى اليوم. انتهى كلام المطري - رحمه الله تعالى -، وقال في تاريخه المذكور قبل ذكر هذه الحادثة: إن تأليفه في آخر سنة أربعين وسبع مئة.

وفي "تاريخ المدينة الشريفة" للسيد الشريف نور الدين علي السمهودي: أن الملك العادل نور الدين أمر بإحضار رصاص عظيم، وحفر خندقاً عظيماً إلى الماء حول الحجرة كلها، وأُذيب ذلك الرصاص، وملئ به الخندق، فصار حول الحجرة رصاصاً إلى الماء رحمه الله، ورضي عنه.

وتوفي الملك العادل نور الدين صاحبُ الشام وديار الجزيرة وغير ذلك يوم الأربعاء، حادي عشر شوال، سنة تسع وستين وخمس مئة بعلة الخوانيق بقلعة دمشق المحروسة (١).


(١) انظر: "وفيات الأعيان" لابن خلكان (٥/ ١٨٧).