للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الظاهر، وعلم المقصود.

ولما وصل صلاح الدين إلى مصر، وجد أباه أيوب قد مات، وكان سبب موته: أنه ركب بمصر، فنفرت به فرسه، فوقع، وحُمِل إلى قصره، وبقي أياماً، ومات في السابع والعشرين من ذي الحجة، سنة ثمان وستين وخمس مئة.

وكان أيوب خيِّراً عاقلاً، حسن السيرة، كريماً، كثير الإحسان، وكان يُلَقَّب نجم الدين أبو شاكر أيوب - رحمه الله، وعفا عنه - ودفن إلى جانب أخيه شيركوه، ثم نُقلا بعد سنتين إلى المدينة الشريفة - على ساكنها الصلاة والسلام -.

وفي سنة تسع وستين وخمس مئة: وكان صلاح الدين وأهله خائفين من نور الدين، فاتفق رأيهم على تحصيل مملكة غير مصر؛ بحيث إن قصدهم نور الدين، قاتلوه، فإن هزمهم، التجؤوا إلى تلك المملكة، فجهز صلاح الدين أخاه توران شاه إلى النوبة، فلم تعجبهم بلادها.

ثم سيَّره في هذه السنة بعسكر إلى اليمن، وكان صاحبها عبد النبي، فجرى بينهما قتال، وانتصر توران شاه، وهزم عبد النبي، وهجم زَبيد، وملكها، وأسر عبد النبي، ثم قصد عدن، فملكها، واستولى على بلاد اليمن، واستقرت في ملك صلاح الدين.

وفي هذه السنة صَلب صلاح الدين جماعة من المصريين، وقتلهم؛ فإنهم قصدوا الوثوب عليه، وإعادة الدولة العلوية، طلبهم، وصلبهم