عن آخرهم، منهم: عبد الصمد الكاتب، والقاضي العويرس، وداعي الدعاة، وعمارة بن علي اليمني الشاعر الفقيه، وغيرهم من أعيان المصريين.
وفي هذه السنة: توفي الملك العادل نور الدين - رحمه الله تعالى - كما تقدّم في ترجمتهِ.
وخَلَفه بعده في الملك ولدُه الملكُ الصالح إسماعيل - كما تقدّم في ترجمته أيضًا -، فقصد الملك صلاحُ الدين دمشق، وكان الملك الصالح قد توجه لحلب؛ ليكون مقامه بها، فلما وصل صلاح الدين إلى دمشق، خرج كلُّ مَنْ بها من العسكر، والتقوه وخدموه، ونزل بدار والده المعروفة بدار العقيقي، وعصت عليه القلعة، وكان فيها من جهة الملك الصالح خادم يسمى: ريحان، فراسله صلاح الدين، واستماله، فسلم القلعة إليه، فصعد إليها صلاح الدين، وأخذ ما فيها، وثبت قدمه، وقرر أمر دمشق، وكان دخوله إليها في سلخ ربيع الأول، سنة سبعين وخمس مئة.
وسار إلى حمص في مستهل جمادى الأولى، وملكها في حادي عشر جمادى الأولى، ورحل إلى حماة، فملك مدينتها في مستهل جمادى الآخرة، وكان بقلعتها الأمير جرديك أحدُ المماليك النورية، فامتنع في القلعة، فذكر له صلاح الدين أنهُ ليس لنا غرض سوى حفظ بلاد الملك الصالح عليه، وإنما هو نائبهُ، ثم مَلَكَ القلعة.
ثم سار صلاح الدين إلى حلب، وحصرها، وبها الملك الصالح