ووصل الأمير أسنبغا إلى دمشق، ومعه جماعة، وقاصد تمرلنك، وأخبر عن كيفية الوقعة وأخذِ القلعة، وأنه نزل نائب حلب من القلعة إلى تمرلنك، وأخذ الأمان للنواب.
وفي يوم السبت خامس عشرينه وصل الخبر إلى القاهرة، فركب القضاة والشيخ سراج الدين البلقيني، والأميران: إقبال حاجب الحجاب، ومبارك شاه الحاجب الثاني، وبادرا بالتأهب لقتال تمرلنك، وذكروا ما حلَّ بأهل حلب.
وفي يوم رابع ربيع الآخر وصل إلى القاهرة الأمير أسنبغا الدوادار، وأخبر بالوقعة، وأخذِ حلب وقلعتِها باتفاق مع دمرداش نائب حلب، وذكر كثرة العساكر الذين مع تمرلنك، فنسبوه إلى الميل إلى تمرلنك؛ لأن أصله أعجمي، وكان أسنبغا لما رجع إلى دمشق، قال للحاجب: خلِّ الناس يسافروا، ومن قدر على ثمن متاع يمشي به، يخرج، فلم يسمع الحاجب منه، ونسبوه إلى غرض أيضًا.
ويوم الأحد المذكور خرج السلطان إلى الريدانية متوجهًا إلى قتال تمرلنك، وخرج معه الخليفة والقضاة - خلا الحنفي؛ فإنه كان ضعيفًا، والقاضي ولي الدين بن خلدون وهو معزول، والشيخ محمد المغيربي -، واستقر نائب الغيبة الأمير تمراز، فأقام عنده جماعة من الأمراء، وكان منهم الأمير أرسطاي بعد أن أفرج عنه مع الأمير سودون قريب السلطان، وتمراز اختار المقام بالإسكندرية بطالًا، فلما توفي الأمير فرج ابن الأمير سالم الحلبي، رسم السلطان - وهو بالريدانية - أن يستقر