للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألف، وعلى رأسه تاج جاء طائعًا، فعظَّمه السلطان تعظيمًا كثيرًا، ونزل عند ناظر الجيش ابن غراب، وأخبرهم عن تمرلنك وعن عساكره ما أزعجهم؛ من كثرة العساكر، وعدة الطوائف الذين معه، وكان إرسال المذكور خديعة من تمرلنك.

وفي يوم ثامن عشره نزل جماعة مستكثرة نحو ألف فارس من عسكر تمرلنك، فتقدم إليهم بعض المماليك، والأمير أسنباي، ومعهم جماعة دون المئة، ووقعت بينهم حرب شديدة، وقُتل وأُسر من التمرية جماعة، وحصل في قلوب التمريَّة منهم الرعب، لما رأوا واقعة المماليك الذين واقعوهم، وما حصل بينهم من الشر.

وفي يوم تاسع عشر الشهر توجه العدوّ المخذول، وقطع الدرب صوب البرية، فتبعه بعض العساكر، وكان السلطان نازلًا بقبة يلبغا، فرجع العدو المخذول، واتفقوا، وانكسرت العساكر إلى أن رجعوا إلى السلطان عند قبة يلبغا، فأمد الله تعالى السلطان ومماليكه، وكسروهم إلى أن طالعوهم إلى العقبة، وحال الليل بين العسكرين، وقتل في ذلك اليوم خلائق من العوام والفرسان، وجرح في هذا اليوم القاضي برهان الدين الشاذلي، وبات ملقى على الأرض بقبة يلبغا تلك الليلة، ثم حمل من الغد إلى دمشق، فمات بها.

[ ... ] المذكور نزل العدو المخذول بعساكره على قبة يلبغا، وأصبح السلطان والعسكر طلعوا إلى بئر الأعمى، وبقيت القبة بينهم، واستمروا ذلك اليوم يرى بعضهم بعضًا، ولا يقرب أحد منهم إلى الآخر،