للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحكى قاضي القضاة ابن العِزّ الحنفي: أن تمرلنك أحضر إليه القاضي شمس الدين المناوي ممسوكًا، فأهانه إهانة عظيمة، ومنعه من القعود، ونقم عليه أنه نادى بقتاله، وعظَّم القاضي وليَّ الدين بن خلدون؛ لأنه ماشى تمرلنك في فتوحاته، وغير ذلك، وطلب منه أن يكتب له صفة بلاد المغرب ومياهها، ومن بها من قبائل العرب.

[ ... ] بُكرة النهار أرادوا أن يفتحوا بابًا من أبواب البلد، فقال لهم نائب القلعة: لا تفتحوا بابًا قريبًا من القلعة، فاتفقوا على فتح باب الصغير، وكان تمرلنك أرسل مرارًا إلى السلطان يطلب الصلح.

وأن سبب رجوع السلطان: اختلاف الأمراء والمماليك عليه، وأن [ ... ] تاسع عشره اختفى جماعة من الأمراء ومماليك السلطان، فمن الأمراء: سودون الناصري الطيار، وقاني بيه العلائي، وجمق أمراء دمشق وغيرهم، وجماعة من الخاصكية، فوقع الاختلاف بين الأمراء والمماليك، وأُشيع بينهم أن الأمراء اختلفوا، ومن معهم من المماليك توجهوا إلى الديار المصرية ليأخذوها، فوقع الوهن في العسكر بسبب ذلك.

فأشير على السلطان بالرجوع، فذهب على عقبة دمر، وذهب إلى صفد، فأخذوا نائب صفد معهم، وذهبوا إلى غزة، فلحقوا الأمراء الهاربين: سودون الطيار، ورفقته، ثم إن السلطان أقام بغزة أيامًا حتى تلاحق به بعض المنقطعين، ثم توجه إلى مصر.

ولما فتح باب الصغير، نودي في السقطية أن يكفوا عن القتال، وعسكر تمرلنك فيه خراسانية، وهم أهل المدن: سمرقند، وهمدان،