وأصبهان، وغيرها، وشقطية، وتركمان البلاد، والدشارية، وغيرهم، وأرسل إلى دمشق نائبًا يقال له: شاه ملك، فجاء، ونزل خارج باب الصغير، وولَّوا صدقةَ بن خليل الحسامي حاجبَ الحجاب، وعبد الرحمن التكريتي شاد الدواوين، وعبد الملك ولاية المدينة، وخلع عليهم تمرلنك، وكذلك على قاضي القضاة محيي الدين بن العزّ بقضاء القضاة، والخطابة، ومشيخة الشيوخ، والأنظار المضافة إلى القضاء؛ فإن تمرلنك يعظم الحنفية، وكذلك خلع على القاضي شمس الدين النابلسي بقضاء الحنابلة، وعلى القاضي ناصر الدين بن أبي الطيب بكتابة السر، وعلى شهاب الدين بن الشهيد بالوزارة، وسكن صدقة بدار الذهب، والقاضي الحنفي بدار الخطابة.
[ ... ] كان عسكر تمرلنك يدخلون البلد، ويخرجون ويشترون، وتضاعف على الناس ما كان طلب منهم، وكان ذلك الوفا قصر عن ضبطها الحوادث الجزئية، وأما الكلية، فأمرٌ اشترك في معرفته الخاص والعام، من حضر وغاب.
وفي الثاني من الشهر المذكور وصل بريدي إلى مصر: أنّ الأمراء والمماليك بينهم اختلاف، وأنهم رجعوا إلى مصر هاربين، فخرج الأستادار إلى لقاء السلطان، وأخذ معه خيولًا وخيامًا وقماشًا، وغير ذلك.
وفي يوم الخميس خامسه وصل السلطان إلى مصر، وصحبته الخليفة والأمراء، ونائب الشام، وحاجب الحجاب، ونائب صفد،