ونائب غزة، ووصل مع السلطان تقدير ألف مملوك، وحضر الأمراء، ومع كل أمير مملوك واحدٌ أو اثنان، وبعضهم وحده ليس معه أحد، وليس معهم قماش ولا خيام، ولا برك ولا عدة؛ فإنهم تركوا جميع ما كان معهم بدمشق، ونجوا بأنفسهم
وفي يوم الجمعة سادسه حضر القاضي محيي الدين بن العزّ الحنفي بالخانقاه السُّميساطية على قاعدة القاضي الشافعي، وحضر معه القاضي الحنبلي، وحاجب الحجاب، ومن كان في دمشق من الحنفية، ثم عاد إلى بيت الخطابة، وخطب يومئذ بالجامع، ودعا للسلطان محمد قان، ثم للأمير تمر، ثم لولي العهد محمد سلطان، وأقام القاضي الحنفي ببيت الخطابة، وباشر نظر الأوقاف المتعلقة بالقاضي الشافعي.
هذا والتمريَّة محاصرون القلعة، ونهبوا بَرَّ المدينة، وأحرقوه، واستأسروا من الأولاد والحريم والرجال خلقًا كثيرًا، وأحرق باب القلعة إلى حائط العادلية الكبرى، إلى نصف الطريق بين السورين، وبين الناحية الأخرى إلى الصمصامية إلى المارستان وحارة الغرباء، ونصبوا على القلعة مناجنيق، وحذَافات، ومدافع كثيرة، وشرعوا في النقوب، وبنوا قلاعًا مقابل القلعة، وطلب جميع ما في دمشق من الخيل والجمال والبغال التي للمصريين والغياب، ونودي: أن من أخفى من ذلك شيئًا، شنق.
ثم إن المباشرين طلبوا أعيان أهل البلد، وقالوا لهم: اشترينا البلد بمال، وشرعوا يجبون من الناس، ويعاقبونهم ثم أضعف ذلك أضعافًا