للسلطان يُعْلمه بما هو فيه، فبرز أمر السلطان إلى نائب حلب، ونائب طرابلس، ونائب حمص، ومن أُضيف إليهم من مشايخ العربان بالركوب إلى حماة، والقيام في نصرة الأمير أقباي، وحرق حماة، ونهبها، وقتل أهلها، فركب النواب المذكورون ومَنْ معهم من العساكر والجمع، وحضروا إلى حماة، ونازلوها في اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان المعظم، وحرقوا منها الجانب القبلي من الجسر إلى باب العميان إلى جانب السجن، وهي محلة كبيرة نحو ثلث المدينة، ونهبوا ما فيها من الأموال مما لا يدخل تحت الحصر، وقتلوا من الرجال وغيرهم نحو خمس مئة نفر، واستمر الحرق والنهب والقتل ثلاثة أيام متوالية، وحصل فيها من الفسق والفساد وسبي الحريم ما لا يكاد يوصف، ثم تفرق النواب ومن معهم إلى محل أوطانهم، واستمر نائب حماة بها، وكانت حادثة فاحشة، لم يُسمع مثلها في هذه الأزمنة.
* وفيها: وقعت فتنة بالقاهرة المحروسة، وهي: أن السلطان حصل له توعك في شهر رمضان، وأُشيع في المدينة وفاته، ووقع الإرجاف في الرعية والعسكر، فبادر الأمير قانصوه خمس مئة أمير أخور كبير، وحَصَّن القلعة، وأُشيع عنه أنه تطاول لأخذ السلطنة، وكثر الكلام بسبب ذلك، ثم إن الأمير قانصوه قصد الدخول إلى السلطان، ومشاهدة حاله، فحضر إلى باب الحريم، فلقيه بعض الخدام، وقال: إن السلطان متوعك، ولا يمكنك الاجتماع به، فنهر الخادم، وضربه، ودخل هجماً إلى السلطان، فوجد عنده الأمير جان بلاط أحدَ الأمراء المقدَّمين بالديار