شيخ الإسلام الكمالي بن أبي شريف الشافعي، ومرسوم شريف مطلق لقضاة غزة والقدس الشريف بسبب الحادثة الواقعة بين الأمير جان بلاط ناظرِ الحرمين الشرفين ونائبِ السلطنة بالقدس الشريف، وبين الأمير قاني بك نائب غزة المحروسة - المتقدم ذكرها قريبًا في حوادث هذه السنة -، وقد تقدم الكلام: أن شيخ الإسلام الكمالي بن أبي شريف، وقضاة القدس الشريف والرملة كتبوا خطوطهم بما ظهر لهم من الكشف، وبما وقع في حق نائب القدس الشريف من قتل جماعته، ونهب خيولهم وما معهم، وكتب قضاةُ غزة محضراً يتضمن أن نائب القدس هو المتعدي على نائب غزة، وجُهز كلٌّ من المحضرين إلى الأبواب الشريفة.
فلما عُرضا على السلطان، أَنكر ذلك غاية الإنكار، وكتب لشيخ الإسلام الكمالي، ولقضاة غزة والقدس يُعلمهم أنه لما جهز الأمير قانصوه الساقي الخاصكي لكشف هذه الماجرية وتحريرها، وكتابة محضر بقضاة غزة والقدس بما يتضح به الحق، وأن كلًّا من النائبين كتب محضرًا بما يختاره، ولم يتضح للمسامع الشريفة الحقُّ في ذلك، وأن المرسوم الشريف الوارد على يد الخاصكي إنما برز بكتابة محضر واحد لا محضرين، وبرز أمر السلطان أن شيخ الإسلام الكمالي بن أبي شريف يتوجه بنفسه، وصحبته قضاة القدس الشريف والرملة إلى مدينة غزة المحروسة، ويجتمعوا هم وقضاة غزة، وتُحرَّر هذه الواقعة من أولها إلى آخرها، وكتابة محضر واحد، وتجهيزه للأبواب الشريفة، بما يتضح من الحق، وإن لم يحرر ذلك، تبرز المراسيم الشريفة لقضاة غزة والقدس الشريف