للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بإلزامهم بالقيام للخزائن الشريفة بعشرة آلاف دينار، مؤرخ المرسوم في ثالث عشر شوال، فعند ذلك قابل شيخُ الإسلام الكمالي بن أبي شريف، وقضاةُ القدس الشريف أمرَ السلطان بالسمع والطاعة، وتوجهوا إلى مدينة غزة المحروسة.

وهذه الواقعة من العجائب؛ لأن شيخ الإسلام رجل عظيم الشأن، وهو بركة الوجود، وعالم الممالك، وهو شيخ كبير سنه نحو الثمانين، وبنيته ضعيفة، والسفر يشق عليه، فكُلف إلى ما لا طاقة له، في زمن الحر الشديد؛ بسبب واقعة حدثت من العرب المفسدين المحاربين، الذين لا إسلام لهم ولا إيمان، ولما توجه من القدس الشريف، حُمل في محارة على جمل، وكان لا يركب الفرس إلا قليلاً؛ لضعف بدنه إلى مدينة غزة في عشية يوم الخميس، مستهل ذي القعدة، وأصبح في يوم الجمعة حضر بين يديه قضاةُ غزة وأكابرها للسلام عليه، ثم عقب صلاة الجمعة جلس بالجامع المنسوب لمولانا السلطان، وجلس معه قانصوه الخاصكي، وقضاةُ غزة والقدس الشريف، ومن تيسر من قضاة الرملة، ودار الكلام بينهم في تحرير هذه الحادثة، وكتبوا محضرًا واحداً، ملخصه: ما كتب في المحضر الأول من قتل جماعة نائب القدس الشريف، ونهب خيولهم، غير أنه زيد في هذا المحضر: أن الجمالي يوسف كاشفَ الرملة لما خرج من الرملة، ووصل إلى آخر معاملتها، وجد ثلاثة أنفار من العرب العواسة، فطردهم إلى أرض عموريا من عمل غزة المحروسة، وقُتل منهم فرسان، ثم طردوه إلى أن وصل إلى معاملة الرملة عند قرية