يخرج من القاهرة، فإن شاء، يتوجه إلى القدس، أو مكة، أو أي مكان أراد من غير ترسيم، فبادر الأمير قانصوه، وتوجه إلى إخوانه المتعصبين له، منهم: الأمير قانصوه الألفي، والأمير قانصوه الشامي، والأمير مصرباي، وغيرهم، وتكلم معهم، فشدوا أزره، وقالوا له: لا سبيل إلى إخراجك، وكلنا عَضُدُك، وفي خدمتك، فتوجه الأمير قانصوه إلى المقر الأشرف أزبك أمير كبير أتابك العساكر المنصورة، وتكلم معه، فوافق الجماعة المتعصبين له، وشد عضده، وأخذ في أسباب نصرته، فاجتمع الأمراء بمنزل المقر الأتابكي، وتكلموا فيما هم فيه، وتشاوروا في تدبير الأمور، فبلغ السلطان ذلك، فاحتفل الأمير أقبردي الدوادار الكبير، وطلع إلى القلعة، واشتد الأمر، فانتهى الحال إلى أنّ السلطان أمر بالنداء: أن كل من هو في طاعة السلطان، فليطلع إلى القلعة، فبادر الأمير تمراز أمير سلاح، والأمير أزبك رأس نوبة النوب، وغيرهما من الأمراء المقدمين، وطلعوا إلى القلعة، ثم أرسل السلطان بعض الأمراء إلى المقر الأتابكي، وتكلم معه في طلوع القلعة، فأغلظ الأمير كبير في القول على القاصد، ولم يطلع إلى القلعة، لا هو، ولا الأمراء المجتمعون عنده، فأعيد الجواب على السلطان، فاشتد غضبه، وأمر بإحضار الوالي، فقيل له: إن الوالي بمنزل أمير كبير، فبادر وقلد الولاية لبعض مماليكه، وألبسه الخلعة، وجهزه، وصحبته جماعة كثيرة من المماليك، وأمره بالتوجه إلى منزل أمير كبير، وإعلامه بأن السلطان رسم لمن أطاعه بالتوجه إلى القلعة، وإشهار النداء بذلك، فحضر الوالي الجديد إلى منزل أمير