كبير، وأعلمه بذلك، فبادر الأمير كبير من حينه، وركب وتوجه إلى القلعة، ومعه الأمير يشبك الجمالي أحدُ مقدمي الألوف والزردكاش، وطلعا إلى القلعة، واجتمعا بالسلطان، فأما الأمراء الذين كانوا بمنزل أمير كبير، ففروا عن آخرهم، وتشتت شملهم، فلما طلع الأمير كبير، والأمير يشبك الجمالي إلى القلعة، حصل ما لا خير فيه من الكلام السئ، والترسيم عليها، ثم رسم السلطان بإخراج أمير كبير إلى مكة المشرفة، فتوجه إليها، ورسم بإخراج الأمير يشبك الجمالي إلى القدس، فحضر إليها في أواخر ذي الحجة، وشرع يتتبع بقية الأول الذين اختفوا، فأمسك قانصوه الألفي، ومصر باي، وقيت، وحبسوا بقلعة صفد، وكذلك جماعة من الأمراء نُفُوا في أماكن متفرقة، وأما الأمير قانصوه خمس مئة أمير آخور كبير، وقانصوه الشامي، فاختفى أمرهما، ولم يعلم أين توجها، فيقال: إن الأمير قانصوه خمس مئة توجه نحو الطور، واختلفت الأقوال فيه وفي قانصوه الشامي.
وانقضت سنة تسع مئة والأمر على ذلك، وكانت سنة شديدة، كثيرةَ الفتن والحروب بين الحكام وغيرهم، والله لطيف بعباده.
ثم دخلت سنة أحد وتسع مئة والخليفة المتوكل على الله أبو العز عبد العزيز بن يعقوب، والسلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي على عادتهما.
* وفيها: حصل الرضا على الأمير أينال الخسيف أحدِ الأمراء بالديار المصرية، وأُفرج عنه بعد الترسيم عليه، وأما الأمير قانصوه الشامي،