واشتغل الناس بالقاهرة بأمر الحج إلى بيت الله الحرام، وحصل في العرب تخبيط في عجرود ونخل بدرب الحجاز الشريف، فأرسل السلطان الدوادار الثاني بعمارة المكانين المذكورين قبل خروج الحجاج بعشرة أيام، وتأخر المحمل إلى عشرين شوال، وحصل على الحُحاج شدة من العطش، وخرج عليهم جماعة من العرب، وأخذوا منهم جمالاً، وبيعت القربة [من] الماء بدينارين، وشربة (١) الماء بخمسة أنصاف فضة، وهي عشرة دراهم شامية.
ورجع جماعة من الحجاج إلى القاهرة صحبة الدوادار الثاني، ثم مَنَّ الله تعالى على الحجاج المتوجهين إلى مكة المشرفة، فوصلوا سالمين، ولم يحصل لهم ضرر، وكانت الأسعار بأرض الحجاز مرخصة، والأقوات متيسرة.
ولمَّا كان يوم الأربعاء، ثاني شهر ذي القعدة، ركب العسكر بمصر، واستمر إلى آخر النهار، ثم في اليوم الثاني كان الأمر أعظم من اليوم الأول، وأُرمي على العسكر بالنشاب والبارود من مماليك السلطان، ومماليك الأمير أقبردي الدوادار الكبير.
ثم في ليلة الجمعة ويوم الجمعة: نُقب منزل الدوادار من الرميلة، واحترق سوق القماش، ونهُب ما كان فيه وفي سوق السلاح، حتى أصبح التجار بالسوقين فقراء، واشتد الأمر وتفاحش، ثم حصل التراضي