والاتفاق على إحضار جميع من أخرجهم السلطان من الديار المصرية من المقيمين بغزة، وصفد، والشام، وطرابلس، والأمير قانصوه الشامي من حماة، وكُتبت المراسيم بذلك في يوم الجمعة، رابع ذي القعدة، وسافر القصاد يوم السبت خامِسِه، وأما الأمير أزبك أمير كبير، فإنه لم يُذكَر، ولم يُرسَم بإحضاره.
[ ... ] بعد المغرب ركب الوالي بالقاهرة، ومعه جماعة من المماليك بالأسلحة، وأُجهر النداء: أن الأمير قانصوه خمس مئة يظهر، وله الأمان، وفي بكرة نهار السبت طلع الأمير أقبردي الدوادار الكبير إلى القلعة، وأُلبس خلعة الاستمرار على عادته، وكذلك الأمير شادبك أمير آخور كبير، ونزلا من السبع حدرات بالقلعة، وألبس الأمير كرتباي خلعة باستمرار في كشف البحيرة، والدوادار الثاني، ونزلا من الباب المدرج، وكان يومًا مشهوداً.
ولمَّا كان يوم الخميس، عاشر ذي القعدة ركب العسكر، وتفاحش الأمر، وتحدث الناس بظهور الأمير قانصوه خمس مئة، فأكمن جماعة من المماليك، منهم مئة بالسبع حدرات، ومئة في درب نُكَر، وثلاث مئة في الرميلة، وهم لابسون معتدون، فلم يظهر، فبلغ السلطان ذلك، فاحضر الأمير شادبك أمير آخور كبير، وعزله من الإمرة، واستمر مقدَّمَ ألفٍ على عادته الأولى، ثم حصل خلف وتخبيط بين الأمير أقبردي الدوادار، والأمير جان بلاط، والأمير ماماي، وكادت تقع فتنة فاحشة، ثم رسم السلطان، وأجهر النداء بأن المماليك السلطانية تطلع إلى طباقها