للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالقلعة، وأن الأمراء المقدمين يتوجهون إلى منازلهم، وأن أحدًا لا يتكلم فيما لا يعنيه.

ولمَّا كان يوم السبت، ثاني عشر ذي القعدة ظهر الأمير قانصوه خمس مئة، وطلع إلى القلعة، وألبس خلعة، وهي كاملية، وكان يوماً مشهوداً لم ير مثله، ولم يحصل لأحد في أيام الملك الأشرف قايتباي نظيره، وتزايد توعُّكُ السلطان الملك الأشرف، واشتد ضعفه، وشرع الأمير أقبردي الدوادار الكبير في التأهُّب لعمل الأسلحة، وتحصين منزله، والأمور بينه وبين الأمير قانصوه خمس مئة في الباطن غير مسددة، والأحوال غير منتظمة.

وكان الأمير قانصوه الألفي المسجون بصفد قد تَسَحَّب من سجن قلعة صفد، وخرج هارباً مختفياً، فلما شاع ذكر ما رسم به الملك الأشرف من حضوره هو وغيره إلى القاهرة، وحصول الرضا عليهم، اجتمع الأمير قانصوه الألفي وبقية الأمراء المقيمين بالمملكة الشامية بنائب حماة الأمير قانصوه الشامي، وساروا متوجهين إلى جهة الديار المصرية، فوصلوا إلى مدينة الرملة في يوم الاثنين، ثامن عشرين ذي القعدة، وتوجهوا إلى غزة، وساروا منها ليلة الأربعاء مستهل ذي الحجة، ولم يعلموا بما وقع بالديار المصرية، وتوجه صحبتهم ملكُ الأمراء السيفي أقباي نائبُ غزة والقدس الشريف، وناظرُ الحرمين الشريفين وكاشفُ الرملة، وكان من أمرهم ما سنذكره - إن شاء الله تعالى -.

وفي نهار الاثنين، رابع عشر ذي القعدة رسم الملك الأشرف بطلب