للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمير أزبك أمير كبير من مكة المشرفة، وكتب المرسوم بذلك، فطلع الدوادار الكبير، وتسبب في إبطال ذلك، ثم إن الأمير تمراز أمير كبير ألبس الأمير قانصوه خمس مئة خلعة عظيمة، وأركبه فرساً ثمينة، وكان السلطان رسم للأمير قانصوه بالتوجه إلى الدوادار الكبير، فلما توجه إليه، ألبسه كاملية قيمتُها ألف دينار، وأركبه فرساً ثمينة، ثم اشتد مرض السلطان وأخذ في النزع، واستمر ثمانية أيام، ثم أفاق، وحصل الخلف بين الأمراء والعسكر، وصاروا فريقين، واختلفت الآراء والأقوال، وكثر القيل والقال، وكل أحد من الأمراء والأكابر بالقاهرة يتكلم بما يوافق هواه.

ولما كان نهار الأحد عشرين ذي القعدة، الموافق لسابع مسري، أوفى الله النيل المبارك، وكان السلطان في شدة مرضه، وله ثلاثة أيام لم يجتمع بأحد، فنزل الأمير تمراز أمير كبير، وكسر النيل، وصحبته الأمير يشبك قمر الوالي، وطلعا إلى القلعة، وأُلبسا الخلع بالحوش من غير أن يعلم بها السلطان.

ثم في نهار الاثنين، حادي عشرين ذي القعدة أرجف الناس بموت السلطان، فاجتمع بالأمير قانصوه خمس مئة جماعةٌ من الأمراء، منهم: جان بلاط، وماماي، وكرتباي الأحمر، وتاني بك الجمالي وغيرهم من الربعينات والخاصكية والمماليك، وصار العسكر فرقتين.

ففي نهار الجمعة خامس عشرين ذي القعدة وقع بين الفريقين وقعة لطيفة قبل الصلاة، وحصل الاتفاق بين الأمير تمراز أمير كبير، والأمير