ولد في أواخر سنة سبعَ عشرةَ وأربع مئة ببغداد، وتوفي بها ليلة الأحد، الحادي والعشرين من صفر، سنة خمس مئة.
* * *
١١٤ - أبو معشر جعفر بن محمد بن عمر، البلخيُّ المنجِّمُ المشهور: كان إمام وقته في فنه، وله التصانيف المفيدة في علم النجوم، وله إصابات عجيبة.
ومن جملة وقائعه: أن بعض الملوك طلب رجلًا من أتباعه ليعاقبه بسبب جريمة صدرت منه، فاستخفى، وعلم أن أبا معشر يدل عليه بالطرائق التي تستخرج بها الخفايا، فأراد أن يعمل شيئًا يبعد عنه حدسه، فأخذ طستًا من نحاس، وجعل فيه دمًا، وجُعل في الدم هاوِنٌ من ذهب، وقعد على الهاون أيامًا، وطلب الملك ذلك الرجل، فعجز عنه، فطلب أبا معشر، وقال له: عرِّفني موضعه بما جرت عادتك به، فعمل مسألته التي يستخرج بها الخفايا، وسكت زمانًا حائرًا، فقال له الملك: ما سبب سكوتك وحيرتك؟ قال: سببًا عجيبًا، إني أرى المطلوب على جبل من ذهب، والجبل في بحر من دم، وحوله صور من نحاس، ولا أعلم في العالم موضعًا على هذه الصفة، فأمره بإعادة نظره، ففعل مرارًا، فلم ير إلا كما ذكر، فلما أيس الملك، نادى في البلد بالأمان للرجل ولمن