للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وصعد المنبر خطيبًا بها يوم الجمعة، لعشرٍ بقين من شعبان، ودعا لمولاه المعز، ووصلت البشارة إلى المعز بأخذ البلاد وهو بإفريقية في نصف شهر رمضان من السنة المذكورة، وأقام بها حتى وصل مولاه المعز، وهو نافذ الأمر.

واستمر على علو منزلته، وارتفاع درجته، وكان محسنًا للناس، ولما جهز إلى مصر، كان عدة عسكره المجهز معه مئة ألف فارس، وما يزيد عن ألف ومئتي صندوق من المال، ونزل في ساحة موضع القاهرة اليوم، واختطَّ موضع القاهرة، ولما أصبح المصريون، حضروا إلى القائد للبناء (١)، فوجدوه قد حفر أساسَ القصر في الليل، وكان فيه زورات جاءت غير معتدلة، فلم تعجبه، ثم قال: حُفرت في ساعة سعيدة، فلا (٢) أغيرها.

وقطع خطبة بني العباس عن منابر الديار المصرية، واسْمَهم من السكَّة، وعوض عن ذلك باسم مولاه المعزِّ، وأزال الشعار الأسود، وألبس الخطباء الثياب البيض.

وفي يوم الجمعة، ثامن ذي القعدة أمر جوهر بالزيادة عقب الخطبة: اللهمَّ صَلِّ على محمدٍ المصطفى، وعلى عليٍّ المرتضى، وعلى فاطمةَ البَتُول، وعلى الحسن والحسين سبطي الرسول، الذين أذهبَ الله عنهم


(١) في: وفيات الأعيان" لابن خلكان (١/ ٣٧٩): "للهناء".
(٢) في الأصل: "فلم"، والتصويب من "وفيات الأعيان" (١/ ٣٧٩).