للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعنه أخذ سيبويه علومَ الأدب. ويقال: إن أباه أحمد أولُ من سمي بأحمد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

ولد في سنة مئة للهجرة، وتوفي سنة سبعين، أو خمس وسبعين ومئة بالبصرة، وكان سبب موته: أنه قال: أريد [أن] أقرب نوعًا من الحساب تمضي به الجارية إلى البياع، فلا يمكنه ظلمها، ودخل المسجد، وهو يُعمل فكره في ذلك، فصدمته سارية وهو غافل عنها بفكره، فانقلب على ظهره، فكانت سبب موته.

* * *

١٣٨ - أبو الجيش خُمارَوَيه بن أحمد بن طولون: لما توفي أبوه، اجتمع الجند على توليته مكانه، فولي وهو ابن عشرين سنة، في أيام المعتمد على الله، فلما مات المعتمد، أقره المعتضد على عمله، وتزوج المعتضد ابنته قطرَ الندى سنة إحدى وثمانين ومئتين (١)، وكان صَداقُها ألفَ ألفِ درهم، وكانت موصوفة بفرط الجمال والعقل، جةَزها والدها بجهاز لم يُعمل مثلُه، قيل: كان له ألف هاون ذهبًا.

وتوفي خمارويه قتلًا، قتله غلمانه بدمشق على فراشه ليلة الأحد، لثلاثٍ بقين من ذي القعدة، سنة اثنتين وثمانين ومئتين، وعمره اثنتان وثلاثون سنة، وحمل إلى مصر، ودفن بسفح المقطَّم.


(١) في الأصل: "ومئة"، والتصويب من "وفيات الأعيان" (٢/ ٢٤٩).