للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فشكَتْ جدبَ البلاد، وهلاكَ الماشية، فكلَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خديجةَ فيها، فأعطتها أربعين شاة وبعيرًا، وانصرفت إلى أهلها.

ثم قدمت حليمةُ وزوجُها الحارثُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدَ النبوة، فأسلمتْ هي وزوجُها الحارث (١).

وقال بعض المؤرخين: إنه لا يُعرف لها صحبة ولا إسلام، وقد وَهَلَ فيها غير واحد، فذكروها في الصحابة.

وَهَلَ في الشيء؛ أي: غلط فيه.

وإخوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الرضاع: عبد الله، وأنيسة، وجذامة - وهي الشيماء، غلب ذلك على اسمها -، وأمُّهم حليمةُ السعدية، وأبوهم الحارثُ ابنُ عبد العُزَّى السعدي، وهو أبو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الرضاع.

وفي سنة خمس من مولده قدم كاهن إلى مكة، فنظر إليه الكاهن مع جده عبد المطلب، فقال: يا معشر قريش! اقتلوا هذا الصبي؛ فإنه يفرقكم، ويقتلكم، فهرب به عبد المطلب، فلم تزل قريش تخشى ما كان الكاهن حذَّرهم (٢).

فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ست سنين: خرجت به أمه إلى أخواله بني عَدِيِّ بنِ النجَّار بالمدينة تزورهم به، ومعه أُم أيمن تحضنه، وهم على بعيرين، فنزلت به في دار النابغة، فأقامت به عندهم شهرًا، ثم رجعت به


(١) انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (١/ ١١٤).
(٢) انظر: "المنتظم" لابن الجوزي (٢/ ٢٧١).