للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الحجاج بن يوسف الثقفي؛ لأنه كان أمير العراقين، وكان شهما مقدامًا نجيبا، وفتح الفتوحات، فلما مات الوليد في سنة ست وتسعين، وتولى أخوه سليمان بن عبد الملك، وكان يكره قتيبة، فخاف منه قتيبة، وخلع بيعة سليمان، وخرج عليه، وأظهر الخلاف، وكان قتيبة قد عزل وكيعَ ابنَ حسان عن رئاسة بني تميم، فحقد وكيع عليه، وسعى في اختلاف الجند سرًا، وقعد عن قتيبة متمارضًا، ثم خرج عليه وهو بفرغانة، فقتله في ذي الحجة، سنة ست وتسعين للهجرة.

ومولده سنة تسع وأربعين، وتولى خراسان تسع سنين، وسبعة أشهر.

* * *

٣٢٢ - أبو سعيد قراقوش بن عبد الله، الأسديُّ، الملقب بهاء الدين: كان خادم صلاح الدين، وقيل: خادم أسد الدين شيركوه عمِّ صلاح الدين، فأعتقه، ولما استقل صلاح الدين بالديار المصرية، جعله زمام القصر، ثم ناب عنه مدة بالديار المصرية، وفوض أمورها إليه، وكان مسعودًا، صاحبَ همة عالية، وهو الذي بنى السور المحيط بالقاهرة ومصر وما بينهما، وبنى قلعة الجبل، والقناطر التي بالجيزة على طرائق الأهرام، وله وقف كثير لا يعرف مصرفه.

ولما أخذ صلاخ الدين عكا من الفرنج، سلمها إليه، ثم لما استولوا عليها، صار أسيرًا، فافتدى نفسه بعشرة آلاف دينار، وانفك من الأسر