يدعون الرجل والرجلين ويجعلونه عن عطاء نفسه، فيقرأ عليهم على ما يأتون. قال: وظننتُ أن أبا الأسود كتبَ من كتابٍ صحيحٍ فحديثه صحيحٌ يُشْبهُ حديث أهلِ العلم. "المعرفة والتاريخ" ٢/ ١٨٤.
وقال يعقوب أيضًا: سمعت ابن أبي مريم يقول: كان ابن لَهيعة يقرأ من كتب الناس. ولقد حج قوم من أهل مصر فقدموا وصاروا إلى ابن لَهيعة وذاكرهم. فقال: هل كتبتم حديثًا طريفًا؟ فقال له بعضهم: حديث القاسم العُمري، عن عَمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" إذا رأيتم الحريق فكبروا". فقال ابن لَهيعة: هذا حديثٌ طريفٌ. قال: فرأيتُ بعد يجئ الرجلُ فيسأله: حَدَّثك عَمرو بن شُعيب؟ فيقول: لا، إنما حدثنا بعض أصحابنا -يسميه-. قال: ثم وضعوا في حديثه عن عَمرو بن شُعيب. فكان يقول كم شاء الله إذا مروا بهذا الحديث: هذا حديثُ بعضِ أصجابنا عن عَمرو. قال: ثم سكت، فكانوا يضعون عليه في جملة حديث عَمرو بن شُعيب فغيروها.
قال سعيد: وشيء آخر، كان حيوة أوصى إلى وصيٍّ، وكانت كتبه عند الوصي، فكان من لا يتقي الله يذهب فيكتب من كتب حيوة الشيوخ الذين قد شاركه ابن لَهيعة فيهم، ثم يحمل إليه فيقرأ عليهم. "المعرفة والتاريخ" ٢/ ١٨٥ و ٤٣٥ و ٤٣٦.
وقال يعقوب أيضًا: قال الفضل: سمعت أبا عبد الله يقول: وسمعت صدقة ذكر عن المقرئ، عن ابن لهيعة حديث سهل بن سعد، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر رجلًا دخل يوم الجمعة أن يصلي ركعتين.
قال صدقة: كتبنا حديث ابن لَهيعة عن المقرئ من كتابه، ورأيتُه يحمد حديثه وكتابه. "المعرفة والتاريخ" ٢/ ١٩٢.
وقال يعقوب أيضًا: حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار المرادي كاتب ابن لَهيعة -وكان ثقةً-. وسمعت أحمد بن صالح أبا جعفر -وكان من خيار المتقنين- يُثني عليه، وقال لي: كتبتَ حديث أبي الأسود في الرق فاستفهمته. فقال لي: كنت أكتب عن المصريين وغيرهم ممن يخالجني أمره، فإذا ثبت لي