للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فذاك ليس به بأس» (١).

وهذا هو الذي يفسر لنا تراجع الراوي أحيانا عن روايته إذا نبه عليها، وثباته على روايته أحيانا أخرى، وربما التزم -مع ثباته- الإشارة إلى الرواية المخالفة، وقد يصاحب ذلك تقويته لها، وترجيحه إياها على روايته.

روى شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس مرفوعا حديث (كفارة من أتى امرأته وهي حائض)، ثم بلغ شعبة أن بعض أصحاب الحكم يرويه موقوفا، فرواه شعبة مرة وقال: «أما حفظي فهو مرفوع، وأما فلان وفلان، فقالا: غير مرفوع»، فقال له بعض جلسائه: «حدثنا بحفظك، ودع ما قال فلان وفلان»، فقال شعبة: «والله ما أحب أني عمرت في الدنيا عمر نوح، وأني حدثت بهذا وسكت عن هذا» (٢).

وروى سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عبدالله بن عمرو بن العاص: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على جويرية بنت الحارث يوم جمعة، فقالت: إني صائمة ... » الحديث، قال سعيد في بعض الطرق عنه: «ووافقني عليه


(١) تقدم هذا في الكلام على تلقين الراوي في «الجرح والتعديل» ص ٥٤.
(٢) «سنن الدارمي» حديث (١١١٢)، وانظر: «سنن أبي داود» حديث (٢٦٤)، (٢١٦٨)، و «سنن النسائي» حديث (٢٨٨)، (٣٦٨)، و «سنن ابن ماجه» حديث (٦٤٠)، و «مسند أحمد»
١: ٢٢٩، ٢٨٦، و «سنن الدارمي» حديث (١١١١)، و «المنتقى» حديث (١٠٨ - ١١٠)، و «سنن البيهقي» ١: ٣١٤ - ٣١٥، و «الكفاية» ص ٢٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>