للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخلاصة في هذا الحديث أن جمعا من النقاد استنكروه على عبدالرحمن, ولا معارض لهم من النقاد ألبتة.

وروى أحمد بن عيسى بن عبدالجبار التنيسي، عن عمرو بن أبي سلمة، عن زهير بن محمد، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبدالله، عن عائشة قالت: «دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكعبة ما خلف بصرُه موضع سجوده حتى خرج منها» (١).

سئل عنه أبو حاتم فقال: «هذا حديث منكر» (٢).

فأبو حاتم نص على نكارة الحديث، فلا يصح أن يقال: استنكار أبي حاتم يقابله تصحيح ابن خزيمة له، ذلك أن النقاد قد تواردوا على استنكار رواية أهل الشام عن زهير بن محمد، وهذا الحديث منها، ثم منهم من جعل سبب النكارة من زهير نفسه، وأنه حدث هناك من حفظه، ومنهم من ذكر أن أهل الشام غلطوا عليه، بل منهم من ذهب إلى أنه ليس زهير بن محمد المعروف، وإنما هو آخر قلب أهل الشام اسمه (٣).

وعمرو بن أبي سلمة تكلم فيه، وقال أحمد في خصوص روايته عن زهير: «روى عن زهير أحاديث بواطيل، كأنه سمعها من صدقة بن عبدالله، فغلط فقلبها عن زهير» (٤).


(١) «صحيح ابن خزيمة» حديث (٣٠١٢)، و «المستدرك» ١: ٤٧٩، و «سنن البيهقي» ٥: ١٥٨.
(٢) «علل ابن أبي حاتم» ١: ٢٩٨.
(٣) انظر ما تقدم في «الجرح والتعديل» ص ١١٣.
(٤) «الضعفاء الكبير» ٣: ٢٧٢، و «الجرح والتعديل» ٦: ٢٣٥، و «تهذيب التهذيب» ٨: ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>