للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى يجيء إنسان فيفصل بينهما، فإذا اتفق من هؤلاء اثنان على شيء كان القول قولهما» (١).

وقال البرديجي في كلامه عن أصحاب قتادة: «أحاديث شعبة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كلها صحاح، وكذلك سعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي، إذا اتفق هؤلاء الثلاثة على الحديث فهو صحيح، وإذا اختلفوا في حديث واحد فإن القول فيه قول رجلين من الثلاثة ... » (٢).

وقال مسلم في كلامه عن اختلاف أصحاب الراوي عليه, وانفراد واحد منهم عن الجماعة: «أن يروي نفر من حفاظ الناس حديثا عن مثل الزهري, أو غيره من الأئمة، بإسناد واحد, ومتن واحد, مجتمعين على روايته في الإسناد والمتن, لا يختلفون فيه على معنى, فيرويه آخر سواهم عمن حدث عنه النفر الذين وصفناهم بعينه, فيخالفهم في الإسناد, أو بقلب المتن فيجعله بخلاف ما حكى من وصفنا من الحفاظ, فيعلم حينئذ أن الصحيح من الروايتين ما حدث الجماعة من الحفاظ دون الواحد المنفرد, وإن كان حافظا, على هذا المذهب رأينا أهل العلم بالحديث يحكمون في الحديث, مثل شعبة, وسفيان بن عيينة, ويحيى بن سعيد, وعبدالرحمن بن مهدي, وغيرهم من أئمة أهل العلم» (٣).


(١) «تاريخ الدوري عن ابن معين» ٢: ٢١٣.
(٢) «شرح علل الترمذي» ٢: ٦٩٧، وانظر أيضا: «التعديل والتجريح» للباجي ١: ٣٠١، ففيه كلام البرديجي بمعناه، ولم ينسبه إليه.
(٣) «التمييز» ص ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>