للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال مالك: «قال ربيعة للزهري: إذا حدثت فبين كلامك من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -» (١).

وقال أحمد في يونس بن يزيد: «كان يجيء عن سعيد بأشياء ليست من حديث سعيد ... ، كان يكتب -أرى- أول الكتاب، فينقطع الكلام، فيكون أوله عن سعيد، وبعضه عن الزهري، فيشتبه عليه، ويونس يروي أحاديث من رأي الزهري يجعلها عن سعيد» (٢).

وقال أبو حاتم: «كان الزهري يحدث بالحديث، ثم يقول على إثره كلاما، فكان أقوام لا يضبطون، فجعلوا كلامه في الحديث، وأما الحفاظ وأصحاب الكتب فكانوا يميزون كلام الزهري من الحديث» (٣).

ومن أشهر ما يمثل به لهذه القرينة حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: «أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبا بكر، وعمر، يمشون أمام الجنازة».

هكذا يرويه ابن عيينة، لم يختلف عليه في ذلك، وكان يدافع عن روايته.

ورواه عقيل، وزياد بن سعد، وابن جريج، وموسى بن عقبة، وغيرهم،


(١) «القراءة خلف الإمام» للبخاري ص ٤٩.
(٢) «تهذيب الكمال» ٣٢: ٥٥٥، وانظر: «علل المروذي» ص ٥٦، و «مسائل إسحاق بن هانئ» ٢: ٢٣١.
(٣) «علل ابن أبي حاتم» ٢: ٣٠. وانظر في غير الزهري: «مسند أحمد» ٣: ١٧٣، و «علل ابن أبي حاتم» (١٧٠)، (٨٥٩)، (٩٦٧)، (٩٨١)، و «الفصل للوصل» ٢: ٦٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>