للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الزهري، عن سالم: «أن عبدالله بن عمر، كان يمشي بين يدي الجنازة، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، يمشون أمامها».

قال أحمد: «هذا الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ، إنما هو عن الزهري مرسل، وحديث سالم فعل ابن عمر، وحديث ابن عيينة كأنه وهم»، ونحوه للنسائي.

وإنما قال ذلك أحمد، والنسائي، لأن جماعة من كبار أصحاب الزهري، منهم مالك، ويونس بن يزيد، ومعمر، صرحوا بفصل الموصول -وهو فعل ابن عمر- عن المرسل، وهو ما حكاه الزهري، عن فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأبي بكر، وعمر، فذكروا المرسل أولا، ثم قول الزهري: وأخبرني سالم أن أباه كان يمشي أمام الجنازة.

وتوارد أئمة النقد على ترجيح المرسل، كابن المبارك، وأحمد، والبخاري، والترمذي، والنسائي، وغيرهم، وأن ابن عيينة وهم في وصل الحديث كله، ولعله وقع في ذلك بسبب أن الزهري ربما عطف المرسل على الموصول، فجاءت صورته كله كأنه موصول، وقد وقع هذا لبعض الرواة المتأخرين في غير طريق ابن عيينة.

قال الترمذي: «وأهل الحديث كلهم يرون أن الحديث المرسل في ذلك أصح» (١).


(١) «سنن أبي داود» حديث (٣١٧٩)، و «سنن الترمذي» حديث (١٠٠٧ - ١٠٠٩)، و «سنن النسائي» حديث (١٩٤٣ - ١٩٤٤)، و «سنن النسائي الكبرى» حديث (٢٠٧١ - ٢٠٧٢)،

و«سنن ابن ماجه» حديث (١٤٨٢)، و «مسند أحمد» ٢: ٨، ٣٧، ١٢٢، ١٤٠، و «موطأ مالك» ١: ٢٢٥، و «مسند الطيالسي» حديث (١٩٢٦)، و «مصنف عبدالرزاق» حديث (٦٢٥٩)، و «العلل الكبير» ١: ٤٠٤، و «مسند أبي يعلى» حديث (٥٤٢١)، (٥٥٣٢)، و «شرح معاني الآثار» ١: ٤٧٩، و «المعجم الكبير» حديث (١٣١٣٣ - ١٣١٣٦)، و «الفصل للوصل» ١: ٣٥٨، و «التمهيد» ١٢: ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>