للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البغدادي عن حسين بن محمد بأنه قد توبع، وساقه من طريق محمد بن سليمان المنقري، عن سليمان بن حرب، عن جرير بالوصل (١).

ولم ينته الأمر، فطريق سليمان بن حرب هذا بحاجة إلى تصفية، قام بها أحد الباحثين، فقد بحث عن محمد بن سليمان المنقري فلم يجد له ترجمة، مع تفرده بهذه الرواية عن سليمان بن حرب (٢) , فبقي قول أبي حاتم، والنخشبي, على قوته.

والخلاصة أن الباحث قبل أن يوازن بين روايات رواة الأوجه عنده لا بد من قيامه بتصفية هذه الروايات، يصمد منها ما يصمد ويلغى منها ما يلغى، ولا يتسامح في هذا الجانب، إذ قد يترتب على إهمال ذلك ترجيح غير الراجح، أو ادعاء حفظ وجهين أو أكثر عن المدار، وعند التحقيق لا يكون هذا صحيحا.

مثال ذلك حديث ابن عباس الآنف الذكر, فقد مرَّ بعض الباحثين برواية حسين بن محمد المروذي, عن جرير بن حازم, عن أيوب, عن عكرمة, عن ابن عباس الموصولة, فقال بعد تخريجها: «وقد أعل هذا الحديث بالإرسال, وبتفرد جرير بن حازم, عن أيوب, وبتفرد حسين بن محمد المروذي, عن جرير.

قلنا: أما تفرد جرير بن حازم, فقد تابعه في روايته عن أيوب, زيد بن حبان, وسفيان الثوري, وأما تفرد حسين بن محمد, عن جرير, ففي «نصب الراية»


(١) «شرح معاني الآثار» ٤: ٣٦٥، و «سنن البيهقي» ٧: ١١٧، و «تاريخ بغداد» ٨: ٨٩.
(٢) «الأحاديث التي أشار أبو داود في سننه إلى تعارض الوصل والإرسال فيها» لتركي الغميز ص ٢٢٤، ثم وقفت له على ترجمة في «تاريخ دمشق» ٥٣: ١١٩، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>