٣/ ١٩٠, عن «التنقيح»: قال الخطيب البغدادي: «قد رواه سليمان بن حرب, عن جرير بن حازم, أيضا كما رواه حسين, فبرئت عهدته, وزالت تبعته, -ثم رواه بإسناده-».
وأما الإرسال, فقد أخرجه أبو داود, (٢٠٩٧) , ومن طريقه البيهقي ٧/ ١١٧، عن محمد بن عبيد, عن حماد بن زيد, عن أيوب, عن عكرمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث, ولم يذكر ابن عباس, ورجح إرساله أبو داود, وأبو حاتم، والدارقطني, والبيهقي, قال ابن التركماني في «الجوهر النقي» ٧/ ١١٧: جرير بن حازم ثقة جليل, وقد زاد الرفع, فلا يضر إرسال من أرسله, كيف وقد تابعه الثوري, وزيد بن حبان, فروياه عن أيوب كذلك مرفوعا ... ».
كذا صنع الباحث, أرسل الكلام على عواهنه ولم يمحص, فرواية الثوري عن أيوب الموصولة لو صحت عن الثوري كانت حجة قوية على ترجيح الموصول, لكنها لا تصح عنه, فالراوي عنه ضعيف, وقد خالفه أحد الحفاظ الكبار في الثوري وهو وكيع بن الجراح, فرواه عن الثوري مرسلا كما تقدم شرح ذلك, فرواية الثوري هذه إذن تنقل إلى رواة الوجه المرسل, فهي حجة لكلام النقاد على ترجيح الإرسال, وليست دليلا ضدهم.
ثم إن الباحث قصر أيضا في ذكر من رواه مرسلا, فاقتصر على حماد بن زيد, وقد رواه أيضا مرسلا معمر, وابن جريج, وابن علية, فهؤلاء خمسة من كبار أصحاب أيوب, لا يقارن بهم أبدا جرير بن حازم, يكفي واحد منهم لترجيح روايته على رواية جرير، وأما زيد بن حبان الذي تابعه فهو ضعيف في نفسه.