ومحمد بن يحيى الذهلي, عن عبدالرحمن بن مهدي مرفوعا (١).
فهذه مبررات توجب التوقف في الاعتماد على المعلقات التي لا يوقف علهيا موصولة.
وفي مقابل ذلك: إغفال هذه الأسانيد يفضي إلى تعطيل جزء كبير من روايات السنة النبوية، خاصة في مجال النقد، وقد تقدم في تمهيد هذا الكتاب شكوى أحمد وغيره من كون الرواة في عصر الرواية يكتبون الأسانيد التامة ويدعون الناقصة، وقد تكون الناقصة هي الأقوى إسنادا عن المدار، فتعل التامة، فقد ذهب إذن جزء من الأسانيد الكاشفة للعلل في ذلك الزمان.
ثم ازداد الأمر في عصر التأليف, فالذين ألفوا في جمع السنة وصنفوها على الأبواب, أو على المسانيد، أو غير ذلك, كان اهتمامهم منصبا على الأسانيد التامة موصولة مرفوعة، أما ما يُعِلُّ هذه الأسانيد بالوقف أو الإرسال أو الإبدال أو غير ذلك، فكان اهتمامهم به في هذه المؤلفات دون النوع الأول، وكثير مما يذكرونه من النوع الثاني يذكرونه معلقا، كما يفعل البخاري، وأبو داود، والترمذي.
والمؤلفات التي عنيت بالأسانيد, الني تكشف العلل وخصصت لهذا الغرض هي كتب النقد, مثل كتب علل الأحاديث, غير أن أكثر الأسانيد في هذه الكتب جاءت معلقة, مع أن هذا اللون من التصنيف لم يصلنا أكثره.
(١) وانظر مثالا آخر للبزار في «مسنده» حديث (١٨٠٩) , ومثالا للدارقطني تعقبه فيه ابن رجب في: «علل الدارقطني» ٥: ١٨٩, و «شرح علل الترمذي» ٢: ٨٧١.