للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجمعة، ولم يذكر السبت (١)، وأبو صالح من خاصة أصحاب أبي هريرة، فإما أن يكون أخذه عن أبي هريرة، عن كعب وأرسله، وإما أن يكون سمعه مع أبي هريرة من كعب.

والحديث يرويه إبراهيم بن أبي يحيى، عن أيوب بن خالد الأنصاري، ومرة عن صفوان بن سليم، عن أيوب بن خالد (٢)، ولذا قال ابن المديني في نقده للحديث: «ما أرى إسماعيل بن أمية أخذه إلا من إبراهيم بن أبي يحيى» (٣)، وإبراهيم هذا متروك الحديث، بل رماه بعضهم بالوضع.

ومتن الحديث فيه نكارة رده بسببها كثير من النقاد، فهو مخالف لما في القرآن من أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام لا في سبعة (٤)، ورواية الأعمش، عن أبي صالح، عن كعب, لا إشكال فيها من هذه الجهة، وليس فيها هذه التفاصيل، فهذا يؤيد ما ذكره ابن المديني، وأن التخليط فيه إسنادا ومتنا من إبراهيم بن أبي يحيى.

فتلخص من الدلائل السابقة صحة ما علقه البخاري عن بعضهم عن أبي هريرة، عن كعب قوله، وأيضا فالرواية الأقوى عن كعب ليس فيها ما يشكل.


(١) «نسخة وكيع عن الأعمش» حديث (٣٩)، و «تفسير ابن جرير» ٣: ١١٢.
(٢) «معرفة علوم الحديث» ص ٣٣، و «الأسماء والصفات» ص ٤٨٧.
(٣) «الأسماء والصفات» ص ٤٨٧.
(٤) «فتاوى ابن تيمية» ١٧: ٣٧٨، ١٨: ١٨، و «الجواب الصحيح» ١: ٣٧٨، و «المنار المنيف» ص ٨٤, و «تفسير ابن كثير» ٤: ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>