للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرسل عطاء، والله أعلم» (١).

وقال الباجي في كلامه على حديث مالك: «هذا الحديث مرسل، ولا نعلم أحدا من أصحاب مالك أسنده، ولا نعلم أحدا أسنده من طريق عطاء، وقد ذكر القنازعي رحمه الله أن سفيان أسنده عن زيد، عن عطاء, عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأراه وهم» (٢).

فتوقف ابن عبد البر، والباجي, في قبول ما نسب إلى سفيان بن عيينة دون إسناد، حيث يلزم من قبوله نسبة سفيان إلى مخالفة مالك ومن أرسله عن عطاء.

ومن ذلك أيضا الحديث الماضي آنفا، وهو حديث سعد بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة مرفوعا: «كسر عظم الميت ككسره حيا»، فقد تقدم أن جماعة كثيرين يروونه عن سعد بن سعيد مرفوعا، وذكر البخاري أن الدراوردي، وسليمان بن بلال, روياه عن سعد بن سعيد فوقفاه على عائشة (٣).

ولم يمكن الوقوف على إسناد هاتين الروايتين اللتين علقهما البخاري (٤)، لكن أمكن الوقوف على رواية ثلاثة من أصحاب الدراوردي، وهم القعنب‍ي، وهشام بن عمار، وإبراهيم بن حمزة، عن الدراوردي، عن سعد بن سعيد برفع الحديث وليس بوقفه (٥)، وكذا علقه الدارقطني عن الدراوردي (٦).


(١) «التمهيد» ٤: ٣٣٣.
(٢) «المنتقى» ١: ٦، ولعله سقط منه: «عن أنس».
(٣) «التاريخ الكبير» ١: ١٤٩.
(٤) «الأحاديث التي أعلها البخاري في كتابه التاريخ الكبير» ص ١٨١ - ١٨٢.
(٥) «سنن أبي داود» حديث (٣٢٠٧)، و «سنن ابن ماجه» حديث (١٦١٦)، و «الكامل» ٣: ١١٨٩.
(٦) «علل الدارقطني» ١٤: ٤١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>