وروى ابن وهب، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن سالم:«أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما كان يمشي أمام الجنازة»، قال:«وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك، وأبو بكر، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، رضي الله عنهم ... ».
ورواه محمد بن بكر البرساني، وأبو زرعة وهب الله بن راشد، عن يونس, عن الزهري، عن أنس بن مالك:«أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر ... » الحديث.
وقد تقدم هذا الحديث في المبحث الأول من الفصل الثاني من هذا الباب، وتقدم هناك قول أحمد في نقد حديث أنس، وذكر له رواية محمد بن بكر البرساني:«هذا -يعني الوهم- من يونس، لعله حدثه حفظا».
ففي كلام أحمد أن هذا الوجه محفوظ أيضا عن يونس, وإن كان يهم فيه، وقرينة ذلك أن يونس بن يزيد يخطئ إذا حدث من حفظه، وكتابه صحيح، فلما حدث بالحديث على وجهين ترجح أن ما أصاب فيه كان من كتابه، وما أخطأ فيه كان من حفظه.
وأما البخاري فقد سئل أيضا عن رواية محمد بن بكر البرساني فقال:«هذا حديث خطأ، أخطأ فيه محمد بن بكر، وإنما يروى هذا الحديث عن يونس، عن الزهري: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأبا بكر، وعمر، كانوا يمشون أمام الجنازة»، قال الزهري:«وأخبرني سالم أن أباه كان يمشي أمام الجنازة»، هذا أصح» (١).
ورأي البخاري هذا معناه أن المحفوظ عن يونس وجه واحد، وهو كونه
(١) «سنن الترمذي» حديث (١٠١٠)، وانظر: «العلل الكبير» ١: ٤٠٦.