للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدرجات، والحديث بأُبي أشبه، إذ كان قد رواه عاصم، عن زر، عن أُبي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وليس لحذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في المعوذتين معنى» (١).

فرجح أبو زرعة أولا أن الحديث عن حذيفة، وذلك لاتفاق عنبسة بن سعيد، وعمرو بن أبي قيس، على ذلك، وهما من أهل الري، كشيخهما الزبير بن عدي، وخشي أبو زرعة أن يكون الثوري انتقل ذهنه إلى حديث عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب، فإنه عند الثوري أيضا، وهو مشهور عن عاصم (٢).

ثم نظر أبو زرعة إلى قوة حفظ سفيان الثوري، فذكر أنه يحتمل أن يكون الاختلاف من الزبير بن عدي، فيصح عنه الوجهان، ويكون الاضطراب منه.

وأما أبو حاتم فلم يتردد في أن الصواب مع الثوري، لقوة حفظه، وكونه أرفع من عنبسة، وعمرو، بدرجات, وأيد ذلك بأن الحديث معروف عن زر، عن أبي من طريق آخر، وهو طريق عاصم، ولا يعرف عن حذيفة من طريق آخر.

والحديث له طريق ثالث إلى زر، عن أبي بن كعب، وهو طريق عبدة بن أبي لبابة (٣).

وروى سفيان بن عيينة، عن عمر بن سعيد بن مسروق الثوري -أخي


(١) «علل ابن أبي حاتم» ٢: ٥٤.
(٢) «صحيح البخاري» حديث ٤٩٧٦ - ٤٩٧٧)، و «مسند أحمد» ٥: ١٢٩ - ١٣٠.
(٣) «صحيح البخاري» حديث (٤٩٧٦ - ٤٩٧٧)، و «مسند أحمد» ٥: ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>