للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روايتهم، وأدى به النظر إلى راجح ومرجوح عن المدار، فالمطلوب منه إذن في هذه المرحلة -مرحلة الحكم على الوجه الراجح- أن يستصحب ما وجده في المدار من كلام في عموم روايته، أو بخصوص شيخه الذي يروي عنه في هذا الإسناد، أو في سماعه منه، من أجل الحكم النهائي على الوجه الراجح.

والنقاد قد يميل الواحد منهم إلى الترجيح عن المدار والمدار نفسه محل نظر, فقد يكون الاضطراب منه, ولهذا ربما ذكر الناقد الاحتمالين جميعا، كما تقدم شرحه بأمثلته في المبحث الرابع من الفصل الثالث، من هذا الباب, والباحث يعرض له مثل هذا, قد يرجح في اختلاف والمدار محل نظر, وعليه حينئذ في كلامه على الوجه الراجح أن لا يغفل ما في المدار من كلام.

مثال ذلك ما رواه أبو بكر بن عياش, عن ليث بن أبي سليم, عن أبي الخطاب, عن أبي زرعة, عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الراشي والمرتشي ... » الحديث, فيه عدة جمل (١).

ورواه ذواد بن علبة، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة, عن ليث, عن أبي الخطاب, عن أبي زرعة، عن أبي إدريس الخولاني, عن ثوبان (٢).

وجاء عن ليث بن أبي سليم على أوجه أخرى بإسقاط بعض رواته وذكر بعضهم (٣).


(١) «مسند أحمد» ٥: ٢٧٩, و «غريب الحديث» للحربي ٣: ١٠٥٢, و «شعب الإيمان» حديث (٥١١٥).
(٢) «سنن الترمذي» حديث (١٣٥٣) , و «مصنف ابن أبي شيبة» ٦: ٥٤٩, ٥٨٧.
(٣) «كشف الأستار» حديث (١٣٥٣)، و «مسند ابن أبي يعلى» حديث (٦٧١٥) , و «شرح مشكل الآثار» حديث (٥٦٥٥ - ٥٦٥٦)، و «المستدرك» ٤: ١٠٣ , و «شعب الإيمان» حديث (٥١١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>