والباحث ينبه على هذا في النقل عن النقاد في جميع مسائل هذا العلم، وذكرته هنا لمناسبة الحديث عن ضرورة الاهتمام بكلام النقاد في الاختلاف، ومن الاهتمام به: التدقيق في صاحب القول من هو؟
ونبهت عليه أيضا لما رأيت من خطأ بعض الباحثين في نسبة الأقوال إلى أصحابها.
فمن ذلك أن أبا نعيم الفضل بن دكين روى عن عبدالعزيز بن عمر بن عبدالعزيز، عن عبدالله بن موهب، قال: سمعت تميما الداري يقول: «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما السنة في الرجل من أهل الكفر يسلم على يدي الرجل من المسلمين ... »(١).
قال أحد الباحثين في دراسة هذا الإسناد:«قول عبدالله بن موهب هنا: سمعت تميما الداري، خطأ، خطأه فيه أبو نعيم نفسه راوي الحديث، فقال -فيما نقله عنه يعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» ٢/ ٤٣٩ - : وهذا خطأ، ابن موهب لم يسمع تميما، ولا لحقه».
كذا نقل الباحث، ولم يحكم هذا النقل، فصاحب القول هو يعقوب بن سفيان، يوازن بين ما رواه أبو نعيم، عن عبدالعزيز بن عمر، بذكر تصريح عبدالله بن موهب بالسماع من تميم، وبين ما رواه يحيى بن حمزة الدمشقي، عن عبدالعزيز بن عمر، بإدخال واسطة بين عبدالله بن موهب، وتميم، وهو قبيصة
(١) «مسند أحمد» ٤: ١٠٣، و «المعرفة والتاريخ» ٢: ٤٣٩، و «شرح مشكل الآثار» حديث (٢٨٥٢)، و «معرفة الصحابة» لأبي نعيم حديث (١٢٦٦)، و «سنن البيهقي» ١٠: ٢٩٦.