المتخلق بأخلاق أوروبية لا يصلح لحكم مصر وأن المستقبل الوزارى سيكون للمصريين المتربيين تربية أوروبية.
وانتهى هذا إلى ضعف الفكر والعلم والدين عن التجرد واستشرى التطاحن والتسابق في الميادين المادية وتفشت "المنفعة" في جسم الأمة.
حتى الشبان العرب الذين سافروا إلى أوربا عادوا ليضعوا ثقافتهم وأقلامهم في خدمة الطبقات الحاكمة والأحزاب والاقطاعيين ممن أسماهم كرومر أصحاب المصالح الحقيقية فقد كانوا يتطلعون إلى بيئة السادة من الأغنياء والمترفين والوصول إلى المناصب العليا وقد علمتهم الثقافة الأوربية تغليب المنفعة على القيم ولم تكن الدعوة إلى الحرية عندهم مذهبا فكريا ولا عقيدة اجتماعية بل قشورا لامعة لا تخفي وراءها الا تدمير القيم الحقيقية لذلك لم يستطيعوا قيادة الأمة وانما اكتفوا بأن عاشوا على هامش الحكام المستبدين وفي ظلهم.