التعليم ولا المدنية يقول: "وقد ازددت في عقيدتى هذه رسوخا" وأشار الى"أن المزرون بالحجاب لا يجدون حجة ناهضة على منافاته لأكرم دروب الوجود الاجتماعى وأشار إلى أن نساء اليونان كن محجبات في عهدهم القديم، ولم يمنع ذلك من أن يملأوا أطباق الأرض علما وصاروا اعظم الأمم جاها. كما أن الرومان بنوا صرح أكبر دولة لعهدهم ونسائهم محجبات فلما أسفرن في آخر أيامهم أصبحوا أسرى شهواتهم. وتلاهم المسلمون ونساءهم محجبات فانتزعوا سلطان الأرض من براثن أمتين لم يكن لهما ثالث في العالم".
وقال"أن أطلب للمرأة جميع الحقوق الانسانية حتى حق الانتخاب والنيابة ولا أرى أن حجابها يمنعها من ذلك". وقال"أن التصدع الذي دب دبيبه في البيوت كاب بسبب الغاء الحجاب (الأهرام ١٤/ ٩/١٩٢٢):
وعندنا أن ذلك كان من باب اقامة الحجة، اذ أن السفور كان في الثلاثينات قد قطع مرحلة طويلة، ولم يعد هناك سبيل إلى العودة به مرة أخرى وهو مع ذلك يدعو إلى وجوب تعليمها"تعليما لا حد له" وكان أول من قال بأن الإسلام فرض التعليم على المرأة كما فرضته على الرجل.
وسمح لها بأن تكون قاضية، وأن تحضر الصلوات في المساجد وأن تشهد الأمور العامة وتبدى رأيها فيها، ولكنه أصر على أن الغربيين لم يحصلوا على ما حصلوا عليه بفضل الاسفور ولا بفضل الملاهى وصور غابته في قوله: "أنا لا أطلب سدودا من الحديد والفولاذ لتمنع عن مجتمعنا هذا التحلل الاجتماعى والاقتصادى فقد فشلت تجربة السفور وتركت وراءها أثرا من التدهور قد يعوزنا لمعالجة آثاره سنون" (الأهرام ١٨/ ٩/١٩٣٢).
ولم يكن هذا رأى محمد فريد وجدى الكاتب الاجتماعى ذى الثقافة العصرية وحده ولكنه كان رأى الجانب الداعى إلى اطلاق حرية المرأة اطلاقا كاملا ويقابل هذا الرأى، رأى جانب اخر يرى أن الحجاب ليس من الإسلام ويقوده عالم دينى هو الشيخ عبد القادر المغربى: قال أن الحجاب ليس من الإسلام، وأن الحجاب الإسلامي أثر من آثار أرستقراطية المرأة وليس هو أثرا من آثار أحتقارها أو عبوديتها.
وأشار إبراهيم الهلباوى (الهلال م ٤٠ ص ١٩) إلى أن السفور ليس ماديا فحسب بل هو معنوى، وأن سفور المرأة من حجابها لن يكون صحيحا اذا لم يصحبه سفور عقلها وروحها وعواطفها. وفي احتجاب عقلها وانكماش روحها قناء.
وقالت فردوس (٢٢/ ٩/١٩٣٢ الاهرام)، أن السفور ليس هو مصدر الشقاء الاجتماعى والبلاء الاخلاقى الحاضر، وليس الحجاب يمانع من هبوط المستوى الأخلاقى أويباعث فينا روحا من الكمال واشارت إلى ان للتدهور الأخلاقى المتفشى أسبابا أخرى تحتاج إلى قوانين صارمة ورجال اقوياء، وهاجمت"باسم عبد الملك" أثر الحجاب في العقل، فقالت: أن الحجاب نطاق ضرب حول وجه المرأة وجسدها وليس له أدنى اتصال بعقلها وذهنها وان تأخر المرأة الشرقية راجع إلى نقص في انتهال من موارد العلم الصحيح ما يؤهلها لخوض غمار الحياة العملية بطريقة جديدة.
***
[٣ - حقوق المرأة]
كانت المعركة الكبرى فيما بين الحربين هى معركة حقوق المرأة وكان أبرز هذه المطالب: المطالبة"بالمساواة" بين الرجل والمرأة مساواة تامة.
أما حقوق المرأة التي دافعت عنها وجاهدت من أجلها فهى:
مساواة المرأة بالرجل في مختلف فروع التعليم وفتح أبواب التعليم الثانوى والعالى والبعثات إلى أوروبا.
واصلاح القوانين العملية للعلاقة الزوجية.
سن قانون منع تعدد الزوجات الا لضرورة كعقم الزوجة أو المرض العضال.
مساواة الرجل بالمرأة في الحقوق النيابية والحقوق التشريعية.
تقييد الطلاق ووضع حد له.
جعل السادسة عشرة سنا أدنى لزواج البنت ليتسنى لها تكوين عقلها وتحصيل قسط مناسب من الثقافة والتعليم.
أصلاح نظم الأحوال الشخصية فيما يتعلق بنظام الخطبة والزواج لتهيئة الجو للأسرة واستقرار الحياة الزوجية: