الذى استقدمته بريطانيا بعد الاحتلال لتنظيم الادارة المصرية وفق أهداف الاستعمار, وتلك هى ملامح هذا التفكير السياسى:
اعظم مصاب من المرابين والسماسرة الذين امتصوا دماء الفلاحين.
من أشد ويلات مصر الاجانب الذين يشغلون اعلى المناصب ويتقاضون أضخم المرتبات.
وأولئك الذين يحيطون بالحكومة ساعين لابعاد المصريين وهضم حقوقهم.
ان يكون نظام الحكم في مصر نظاما دستوريا: مجلس وزراء مسئول عن وزراته.
ان يكون حاكم مصر ملما بأحوال البلاد ومحجوبا.
يكون للأمة مجلس نواب ومجلس أعيان يعرض عليها اللوائح والقوانين.
المساواة بين سكان مصر, ولا يجوز التمييز بين الوطنى والأجنبى في الضرائب وسواها وتوحيد القوانين في جميع المحاكم المصرية.
الاستغناء عن خدمة الموظفين الأجانب الذين لا حاجة للبلاد بهم.
منع المرابين من ابتزازات الأميرال, والاهتمام بأعمال الرى.
نشر التعليم في مختلف البلاد.
وقد أعلن أحمد لطفى السيد أن الدستور من عمل أحمد عرابى. ومن وضع يده ومن آثار جرأته. وأكد داود بركات, أن الثورة العرابية غيرت
بلا شك ولا ريب وجه سياسية العالم في الشرق. وانها لم تنته, (الأهرام ٧/ ١٠/ ١٩٣١) ولن تنتهى قريبا, وأن الأمة قد سارت وراء عرابى لانه رمى عن قوس عقيدتها ومناها بحريتها
-٦ -
عبدالرحمن الكواكبى: مقاومة الاستبداد
وعبدالرحمن الكواكبى (١٨٤٨ - ١٩٠٢) الذي دعا إلى مقاومة الاستبداد (وهو صاحب دور آخر في الجامعة الإسلامية) في أواخر القرن التاسع عشر وعمله يمثل مدى طور التيار السياسى في الفكر العربي الإسلامي المعاصر فقد كان الاستبداد الذي طبع الحكم في العالم العربي هو العائق الاكبر عن الحرية.
وقد هاجم عبدالرحمن الكواكبى الاستبداد هجوما عنيفا. وفصل بين الإسلام وبين الحكم المطلق, الذي يفرضه المستبدون. وبين كيف أن الإسلام مؤسس على"شورى" أهل الحل والعقد. وهو لا يعترف بساطة دينية ولا منزلة خاصة لرجال الدين.
وعبدالرحمن الكواكبى يسير في تيار جمال الدين في مقاومة الاستبداد وتمجيد الحرية. وقد دعا إلى اسلوب الحكم الديمقراطى واقامته على دعائم من الشورى والعدل والمساواة. كما طالب بالعدالة الاجتماعية وعمق مفهوم الوطنية. وحارب البدع في مجال الدين, ودعا إلى تنقية الدين والعودة به إلى سماحته ويسره وبساطته, كما هاجم الماديين.
ودعا ايضا إلى التعليم وتحرير المرأة واقامة نظام الشورى والغاء الاقطاع.