للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يتحول بتحول الزمن والمصلحة بل هى مطاوعة لذلك دائرة على منفعة الناس.

***

[رأي رشيد رضا]

ويرى رشيد رضا (٢٠ فبراير ١٩٣٦ - البلاغ) لتجديد قواعد الشريعة بعد الرجوع إلى بساطتها الأولى: أن يقوم علماء المسلمين بتأليف كتاب جامع لكل العقائد والمبادئ الأدبية التي أجمع عليها المسلمون في مختلف الفرق، وأن ينقل هذا الكتاب الذي يعد دستورا إلى كل اللغات التي ينطقون بها على أن يكون على قدر كبير من المسامحة والتوسع.

أما ما وقع فيه الخلاف في صدر الإسلام فهو غير واجب، ويترك فيه الأمر إلى التخبير، وكذلك مسائل الفروع يترك لكل مسلم أن يتبع فيها المذهب الذي يختاره وعنده أن توحيد العقائد بهذا الدستور سيؤدى بمرور الزمن إلى تخفيف حدة التعصب لمذهب معين.

ويرى أنه بالنسبة لأحكام المعاملات والأمور الخاصة بالحياة والدنيا ومعايش الناس ينبغى أن تكون مستقلة عن الدين والا تعد جزءا من قانون مقدس لا يتبدل إلى الأبد ولا يتغير، بل يحكم فيها العرف على اختلاف الزمان والمكان.

ويرى أن طبيعة الاستمرار والجمود التي أوجدتها كتب المذاهب الأربعة المشهورة وأوجدها أقفال باب الاجتهاد كان لها دخل كبير في تأجر البلاد الإسلامية وعدول بعض الدول الإسلامية عن اتباع أحكام الشريعة.

ويرى مصطفى المراغى أن الموجة التي طغت على الشرق من الغرب ضد التدين أخذت تضعف وأخذ الشرق يدرك ضرر التقليد في كل شئ ويدرك أن قوة الغرب وتفوقه لم يكن بهذه المسائل التافهة من التبرج والأناقة واختلاط الجنسين بل قامت على العلم والخلق ومجد الوطن".

<<  <   >  >>