للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا المذهب في دراسات مدارس المعلمين العليا التي كانت مجال تخريج رجال التربية في مصر، ورأى في هذا عوضا عن الاشراف البريطانى على التعليم الذي كان يقوم به دنلوب حتى عام ١٩٢٢ وكانت نظرية ديوى عماد المنهج التربوى بعد ذلك، وكان إسماعيل القبسانى هو عماد هذه الدعوة وحامل لوائها بانشاء معهد التربية وليس ادل على اضطراب نظرية ديوى من انها هوجمت في امريكا نفسها ورميت بأنها (مجردة من العناصر الصالحة لتنشيط الحياة الفكرية).

وقد ظل لاتباع نظرية ديوى سيطرتهم الكاملة على انظمة التربية والتعليم في خلال الفترة التي نؤرخها وبذلك استطاعت ان تبعد الإسلام عن مجال التربية والتعليم مع حملات مستمرة على أساليب التعليم الأزهرية وابعاد خريجيه عن مجالات التربية بحجة أطلق عليها "النقص في مستوى الكفاية الفنية للتعليم" وذلك جريا مع الهدف التغريبى الواضح.

كما حرصت هذه المناهج على حجب الدراسات الوطنية التاريخية التي تعمل على بث امجاد الأمة وعظمة الشخصية العربية في نفوس الطلاب.

وقد حلت البرامج في المدارس والمعاهد العربية في عهد الاستعمار البريطانى والفرنسي في مرحلتيه: مرحلة الحماية ومرحلة الاستقلال الذاتى من:

١ - الثقافة الإسلامية والتاريخ الإسلامي

٢ - القرآن والدين الإسلامي.

٣ - أصول اللغة العربية وفلسفتها.

فى حين زيدت برامج اللغة الانجليزية أوالفرنسية على نحو مساو للغة العربية، وغلب في التاريخ دراسة التاريخ الاقليمى الذي يدعو إلى خلق روح لانفصالية والتجزئة وتغليب تاريخ أوربا والشعوب الأوربية على نحو يصور الاستعمار بصورة العظمة والجلال. وفي الجزء القليل من تاريخ الوطن العربي والتاريخ الإسلامي كانت المناهج تخلو خلوا كاملا من الأمجاد والبطولات وتاريخ الابرار المجاهدين. وفي خلال هذا التاريخ كانت هناك تزويرات وسموم يراد بها رسم صورة مشوهة لتاريخ الإسلام تبدو معه الأمة العربية في صورة التفكك والصراع بين الحكام وابراز جوانب المؤامرات والخصومات وعوامل الصراع التي يراد بها القضاء على صورة الوحدة والقوة والتطور: وبالجملة فقد أقصى عن برامج التعليم في المدارس والكليات العليا جانب الثقافة العربية الإسلامية.

وقد حدث هذا في التعليم المدى بينما ضعف التعليم في الأزهر والمعاهد الدينية والعربية وعزل خريجيه تقريبا عن التريبة والحياة الفكرية.

***

[اللغة العربية في الجامعة]

جرت معارك متعددة منذ ١٩٢٠ حول التعليم باللغة العربية في الجامعات. كان أولاها بشأن التعليم بالعربية في كلية الطب. وعارض في ذلك على إبراهيم ونجيب محفوظ وعبد المجيد محمود وأمين عبد الرحمن وإبراهيم شوقى وقدموا تقريرا نشرته الأهرام في ١/ ٧/١٩٢٢ يعلنون فيه صعوبة ذلك ونتائجه السيئة.

بينما اجمع الأساتذة "على أن اللغة العربية تصلح للتعليم وتسع جميع الاصطلاحات الفنية، ومن اجل ايجاد كتب طبية عربية، على المدرسين أن يبداوا بتدريس الفروع الموكولة اليهم باللغة العربية كمقدمة لظهور كتب عربية طبية في جميع الفروع".

وهاجم الدكتور هيكل "الضرر الفاحش والخطر العظيم بسبب التعليم بلغة أجنبية وقال: أنه لو أن اللغة العربية هى التي حلت محل اللغة الفرنسية في تدريس الحقوق لكانت النتيجة الطبيعية أن تظهر بدل هذه المؤلفات الانجليزية مؤلفات غربية تعادلها (١٠/ ٥/١٩٢٠).

ودعا محمد الشافعى اللبان إلى التدريس باللغة العربية في مدرسة الحقوق (١٤/ ٥/١٩٢٠)

وكان للدكتور زكى مبارك دور واضح في الدعوة لتعريب التعليم في كلية العلوم بالذات ومختلف كليات الجامعة، وقد كتب عديدا من المقالات في يوليه وأغسطس عام ١٩٣١ قال: أن كل ما يجرى في كلية العلوم يكتب باللغة الانجليزية حتى جداول الدروس والبيانات التي تعلق على الجدران. أليس معنى هذا أنه ليس لنا لغة، وأن لغتنا ليست لغة مدنية ولا علم، وانما تصلح فقط للمناوشات الكلامية في الصحف والمجلات.

وقال: هم يزعمون أن اللغة العربية ليس فيها

<<  <   >  >>