للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد سافر فارس نمر إلى لندن واجتمع بكبار السياسين فيها وحرص على ترجمة تقارير اللورد كرومر السنوية ومن يعده تقارير مندوبى بريطانيا ونشرها في المقطم والمقتطف.

× وفي بريطانيا أصدر لويس صابونجى صحيفة النحلة ١٨٧٧ باللغة العربية والانجليزية، كما أنشأ جريدة الاتحاد العربي وجريدة الخلافة: ومثل لويس صابونجى بين يدى فيكتوريا ملكة بريطانيا وقام على خدمة مصالح الدولة البريطانية في مصر أثناء الثورة العرابية. ثم تحول من خدمة الاستعمار إلى خدمة النفوذ العثمانى فسافر إلى تركيا ١٨٩٠ وعمل في معية السلطان عبد الحميد.

وكان الدكتور صابونجى يؤيد الاستبداد ويناصر الخديو إسماعيل، والنظام حيدر أباد وقد تبرع له بعض الممولين في انكاترا بعشرة آلاف جنيه لاصدار جريدة الخلافة في لندن التي حريصة على مهاجمة الإسلام ونشر الأخبار الجارحة عن السلطان، محملة بروح الخصومة والحقد، وكانت جريدة الخلافة تطبع بالعربية والتركية والفارسية والهندية.

وأصدر إبراهيم المويلحى صحفا في ايطاليا، أهمها جريدة الخلافة ١٨٧٩ بالعربية التركبة لمهاجمة السلطان عبد الحميد وبايعاز من الخديو إسماعيل المخلوع ثم اغراء السلطان عبد الحميد فأوقف الصحيفة وسافر إلى الاستانة وقربه السلطان وأنشأ مصباح الشرق في مصر لكى يمدح السلطان.

وقد وصفه أحمد فؤاد صاحب الصاعقة قال عن ألون صحفه (٣٤ جريدة بينها من اختلاف الرأى ما بين الروافض. ومن البعد في الفكر ما بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى. وقيل لم يسلم من قوارض قلمه الا من يعرفه).

× وفارس الشدياق كان يرضى بجريدته (الجوانب) التي نشرها في الاستانة الخليفة العثمانى، والخديو إسماعيل، والباى التونسى، وقد عمل (لخدمة أفكارهم وترويج مصالح بلادهم) وكان يحصل سنويا على ٥٠٠ ليرة عثمانية من كل من: الخليفة، والخديو، والباى.

ومن أعماله المشينة طبعه المنشور الذي أصدره الباب العالمى، ياعلان عصيان عرابى وقد عزى إلى هذا المنشور ما أصاب عرابى وقد عزى إلى هذا المنشور ما أصاب عرابى من هزيمة وسقوط في نظر المسلمين وحصل من سفارة بريطانيا في الاستانة في مقابل هذا العمل على ألف ليرة انجليزية.

× وقد هاجمت الأهرام والمقطم الثورة العرابية ووصفتا عرابى بما أسمته الصحيفتان: (العاصى عرابى ورفاقة) البغاه ومدحت سلطان باشا الخائن والجنرال ولسلى.

× وقد ظهر تيار حيادى المظهر، داخل هذا التيار لا يحمل لواء مدح الاستعمار صراحة: هذا هو اتجاه لطفى السيد في (الجريدة) وهو أقل في الدرجة وأقرب إلى الالتقاء مع الاستعمار في منتصف الطريق، وقد اتجه هذا التيار على محاسنة الاحتلال، ومهاجمة الخلافة والسلطة العثمانية، ونقد اسلوب مصطفى كامل في تعبئة المشاعر الوطنية واتهامه بالحماسة والعنف. والدعوة إلى التعقيل، وقبول الأوضاع والاصلاح تدريجيا. وقد حددت دعوتها في تحقيق الأمانى الوطنية بأنها انما تتم باتفاق يحدث بين الاحتلال وبين أعيان المصريين وحدهم بحسبانهم أصحاب المصالح الحقيقية. وكانت تعتبر (الخديو) صاحب السلطة الشرعية. و (ممثل بريطانيا) صاحب السلطة الفعلية. وقد اتجه هذا التيار ايضا إلى تقييد التعليم وقصره على أبناء الأثرياء. كما دعا لطفى السيد إلى الكتابة باللغة العامية.

وقد أطلق كرومر على هذا التيار: تيار المفكرين البعيدى النظر، ولهذا التيار شبيه في البلاد العربية الأخرى.

[مراجع]

تاريخ الصحافة العربية: الفىكونت فلبب دى طرازى ج ١ و ٢.

الصحافة العربية: أديب مروة.

تطور الصحافة المصرية ١٧٩٨ - ١١٥١ - إبراهيم عبده.

<<  <   >  >>